أشارت الصحف الفرنسية نقلاً عن مصادر أفريقية إلى أن إرهابيين تابعين لتنظيمات أصولية متطرفة يُحاصرون قرى في بوركينا فاسو، وأن سكانها يرسلون الاستغاثة تلو الأخرى طالبين من حكومة بلادهم انقاذهم من "الجحيم اليومي" الذي يعيشونه في "ياوندي" التابعة لمقاطعة "كولبيلوغو" التي تمثل مركزا اقتصاديا مهما في الوسط الشرقي للبلاد.

وقد تؤدي هذه الهجمات الإرهابية التي تزداد حدة يوما بعد آخر إلى اغراق هذه المنطقة الحيوية في الدم والجريمة. غير أن صرخات الاستغاثة لم تجد لها صدى لدى السلطات الأمنية والعسكرية في بوركينا فاسو.

وجاء في أحد التقارير أنه انطلاقا من بداية عام2022، شرع رجال مسلحون ينتمون إلى تنظيمات أصولية في الهجوم على قرى واقعة في مقاطعة "ياوندي" باثين الرعب في قلوب سكانها.

وفي مطلع شهر مايو-أيار من السنة الماضية، قام عمدة القرية بإعلام السلطات البوركينية بما يحدث عبر صفحته على الفايسبوك إلا أنه لم يتلق أي جواب. وقد قام الارهابيون بتجميع السكان في المسجد الكبير ليلقوا عليهم مواعظ دينية تدعو إلى تحريم الموسيقى، وإلى فرض الحجاب على النساء، وحتى على الفتيات الصغيرات، وإلى قطع أيدي اللصوص، ورجم المرأة الزانية... ثم قاموا بعدها بحرق مقر البلدية، ومقرات المؤسسات الحكومية الأخرى.

وفي أواخر السنة المنقرضة، اختطفوا شيخ ياوندي، وحفيده. وخشية أن تسيطر الجماعات الإرهابية على العديد من المناطق، وتفرض سلطتها عليهم، تقوم السلطات البوركينية راهنا بالدعوة إلى التطوع من أجل الدفاع عن أمن البلاد واستقرارها.

غير أن هذه الدعوة لم تلقَ استجابة لدى السكان لأنهم يخشون أن تقوم الجماعات الإرهابية بمعاقبتهم إن هم انضموا إلى القوات الأمنية والعسكرية الرسمية. والذين تطوعوا تعرضت عائلاتهم للقتل والذبح، وأُحرِقَت منازلهم، واغتُصِبَت نساؤهم وبناتهم واخواتهم. وفي الوقت الراهن، وبسبب كل هذا أصبحت العديد من القرى شبه مهجورة إن لم تكن مهجورة تماما.