في مقال له بجريدة "لوفيغارو" نشر في صفحة "نقاشات"، وصف اليميني المتطرف ايريك زمور الذي يطمح للترشح للرئاسة في الدورة القادمة، اليمين الفرنسي بكل مكوناته بأنه "الأكثر غباء وفي أوروبا". إذ أن اليمين تمكن من الحصول على انتصارات باهرة في العديد من البلدان الأوروبية مثل فنلندا، وبولونيا، والمجر، والنمسا، وإيطاليا، والسويد، مُطيحا بهيمنة اليسار على الحياة السياسية. أما في فرنسا فإنه لا يزال مُشتت القوى، ومترددًا في قراراته، ومًُشوش الرؤية تجاه جل القضايا الساخنة التي تشغل الفرنسيين.

ويشير ايريك زمور إلى أن سبب انتصار اليمنين في البلدان المذكورة يعود أساسا إلى أنه عرف كيف يتصدى لموجات الهجرة السرية، وكيف يعالج المشاكل الصعبة المترتبة عنها.

وفي أول خطاب له، أعلن رئيس الحكومة الفنلندية الجديد بيتري أوربو بأنه سيركز جهوده على محاربة الهجرة السرية التي باتت تشكل "معضلة" بالنسية لبلاده.

وفي السنة الماضية، حال صعوده إلى السلطة، لم يخف اليمين الإيطالي أن مهمته الأساسية هي التصدي لموجات الهجرة السرية التي تتدفق على بلاده كل يوم تقريبا.

وفي السويد، تمكنت قوى اليمين بجميع فصائلها من التوحد للإطاحة باليسار الذي ظل يتصدر المشهد السياسي على مدى سنوات طويلة. ولأول مرة في التاريخ السياسي للسويد يتمكن رئيس الحكومة أولف كريترسون من الحصول على مساندة مطلقة من بقية القوى اليمينية في بلاده.

وفي اسبانيا، يمكن لقوى اليمين أن تعود إلى الحكم في أواخر السنة الحالية لأن البرنامج التي تعرضه على ناخبيها، يتضمن بنودا هامة لمكافحة الهجرة السرية.

ويقول ايريك زمور بإن القوى اليمينة لم تصعد الى السلطة في البلدان المذكورة بسبب تصديها للهجرة فقط، بل لأنها أعدت برامج للدفاع عن الهوية، وعن الثقافة الوطنية، وعن القيم الحضارية التي أصبحت مهددة بالتفتت والانقراض بسبب تنامي الحركات الأصولية والجهادية القادمة من البلدان الإسلامية.

وأما في فرنسا، فإن القوى اليمينية عجزت إلى حد الآن بحسب ايريك زمور عن التوحد وعن اعداد برنامج سياسي واقتصادي واضح يُقنِع الفرنسيين بأن هذه القوى قادرة على اخراج بلادهم من مستنقع الأزمات التي تتخبط فيها منذ سنوات طويلة.

ويقترح ايريك زمور على الأحزاب اليمينية في بلاده أن تتوحد ضمن برنامج يتضمن نقاطا تتعلق بالهجرة السرية، وبمواجهة ما سماه بـ"الغزو الإسلامي"، وبالتخفيض من الضرائب من أجل الرفع في الأجور، ومعالجة قضية الأقليات الاثنية والدينية داخل المدارس، وإعادة السلطة للشعب في مواجهة المؤسسات القضائية والإعلامية والفكر الواحد.

ويكتب ايريك زمور قائلا:" كم من الوقت نحتاج لكي نتخلص من سياسيين يرفضون الاستراتيجية المنتصرة؟ وكم من الوقت نحتاج لكي نخرج من المشهد السياسي يسارا أعرج، يحتضن الأصوليين، و يتعامل معهم كما لو أنهم يؤمنون بقيم الديمقراطية والحضارية؟ وكم من الوقت نحتاج لكي تتجاوز الأحزاب اليمينة الفرنسية خلافاتها لتطيح نهائيا باليسار؟ ".
ويضيف ايريك زمور قائلا:" اليمين الفرنسي ليس محكوما عليه بغباء أبدي. وعليه أن يكون في مستوى الانتصارات التي حققتها الأحزاب اليمينية في أغلب البلدان الأوروبية".