واشنطن: قال مسؤول أميركي رفيع الأربعاء إن الولايات المتحدة "متفائلة بحذر" بإمكان توصّل الطرفين المتحاربين في السودان إلى هدنة موقتة جديدة في محادثات تستضيفها السعودية من أجل إتاحة إدخال المساعدات.
منذ السبت تعقد اجتماعات في جدة بين وفدي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في إطار "محادثات أولية" بمشاركة الولايات المتحدة.
تسهيل تقديم خدمات
وقالت ثالث أرفع مسؤولة في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن "هدفنا من هذه المحادثات يتمحور بشكل ضيّق حول التوصل لاتفاق على إعلان مبادئ إنسانية ومن ثم إرساء وقف لإطلاق النار لفترة طويلة بما يكفي لتسهيل تقديم خدمات الحاجة إليها ماسّة".
وقالت نولاند أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ "تحدّثت إلى مفاوضينا صباحاً وهم متفاؤلون بحذر".
وعرض مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث مقترحات تنص على ضمان الطرفين إقامة ممر آمن للإغاثة الإنسانية، وفق متحدث باسم الهيئة الأممية.
وأشارت نولاند إلى أنه في حال تم التوصّل إلى وقف جديد لإطلاق النار، سيتم توسيع نطاق المحادثات ليشمل السعي لوقف الأعمال العدائية بشكل مستدام.
وتابعت "نواصل مع شركائنا التأكيد للطرفين المتحاربين بقيادة هذين الجنرالين على أن لا حل عسكرياً لهذه الأزمة وعلى أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للمضي قدما".
وبدأت أعمال العنف قبل نحو شهر بعدما رفضت قوات الدعم السريع الاندماج في الجيش وفقاً لما نصّ عليه اتفاق هش لإنجاز عملية انتقالية إلى حكم مدني.
الأسبوع الماضي هدّد الرئيس الأميركي جو بايدن بفرض عقوبات على الطرفين المتحاربين بعد انتهاء مفاعيل وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة خصوصاً.
ولدى سؤالها عن عقوبات محتملة، قالت نولاند إن الإدارة الأميركية تسعى إلى استهداف أشخاص "في فئات مختلفة، خصوصا إذا عجزنا عن دفع هذين الجنرالين إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية وإلى إلقاء السلاح".
وأسفرت المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن 750 قتيلاً وخمسة آلاف جريح بحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، كما دفعت مئات الآلاف إلى النزوح داخلياً أو اللجوء إلى البلدان المجاورة.
في جلسة الاستماع وجّه أعضاء عدة في مجلس الشيوخ انتقادات لإدارة بايدن لعدم فرضها عقوبات قبل اندلاع الأزمة ولتركيزها على العسكريين عوضاً عن القوى المؤيدة للديموقراطية.
تعليق المساعدات الثنائية
وأعرب السناتور الديموقراطي كريس كونز، الحليف المقرّب عادة لبايدن، عن تأييده "الخطوات الصارمة التي اتّخذتها الإدارة على صعيد تعليق المساعدات الثنائية وتعليق الإعفاء من الدين"، وقال "أعتقد أن تأثير ذلك كان كبيرا على القادة".
وتدارك "لكن منتقدين يقولون إن عدم استهداف أفراد بالعقوبات يعني أن منطق الإفلات من العقاب مستمر".
وشبّه الأمر بعدم محاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير الذي أطيح في العام 2019 ووجّهت إليه المحكمة الجنائية الدولية تهماً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية.
وقال كونز "لا يمكننا أن نسمح بتهميش قادة المجموعات المدنية الذين قادوا الانتفاضة الباسلة التي أطاحت عمر البشير".
وقالت نولاند إن الولايات المتحدة تأمل بانخراط أكبر مع المدنيين.
وتابعت "لا يمكننا تحقيق أي شيء في السودان، لا يمكننا حتى استعادة عملية يشارك فيها مدنيون ما لم يتوقف العنف ويتم إدخال بعض المساعدات".
وقالت "لذا فإن محادثات جدّة ضيّقة النطاق، ويتعين العمل مع من يحملون السلاح".
التعليقات