إل باسو، تكساس (الولايات المتحدة): انتهت في ساعة مبكرة الجمعة صلاحية القواعد التي سمحت لحرس الحدود الأميركيين بطرد مئات آلاف الأشخاص الساعين للجوء في السنوات الثلاث الماضية، ما يضع المهاجرين أمام مستقبل مجهول ويفاقم الجدل المستمر حول الهجرة.

ومن المتوقع أن يحاول عشرات آلاف الأشخاص عبور الحدود إلى الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة، أملا في الهرب من الفقر والعصابات الإجرامية التي تعيث الخراب في بلدانهم.

ولثلاث سنوات سمح الإجراء المعروف بـ"الفصل 42" بهدف الحد من انتشار كوفيد-19، للسلطات الأميركية بضبط الحدود الممتدة على طول 3200 كلم مع المكسيك، عبر طرد الوافدين قبل أن يتسنى لهم طلب اللجوء.

لكن مع انتهاء حالة الطوارئ المرتبطة بكوفيد، انتهت صلاحية الإجراء عند منتصف الليل بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة (04,00 ت غ) لتحل مكانها قيود جديدة.

قيود جديدة
وتشترط القيود الجديدة على طالبي اللجوء ومهاجرين آخرين، طلب الدخول من خارج الولايات المتحدة.

لكن لم يتضح بعد كيف ستسير الأمور فعلياً، وتسبب الوضع بتأجيج الجدل الدائر حول الهجرة.

وتجد إدارة الرئيس جو بايدن نفسها في وضع صعب، بين عرض مسارات للجوء يطالب بها أعضاء من الحزب الديموقراطي الذي ينتمي اليه بايدن، وتجنب مشاهد تسلل مئات الأشخاص عبر الحدود.

وقال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس مع انتهاء صلاحية "الفصل 42": "اعتباراً من هذه الليلة، فإن الأشخاص الذي يصلون إلى الحدود من دون اتباع مسار قانوني، سيُعتبرون غير مؤهلين للجوء".

أضاف "لدينا 24 ألفاً من عناصر حرس الحدود على الحدود الجنوبية الغربية، وحشدنا آلاف الجنود والمتعاقدين وأكثر من ألف موظف مختص باللجوء للمساعدة في تطبيق قوانينا".

وندد معارضو بايدن من الحزب الجمهوري بما اعتبروه "غزوا".

وقال السناتور عن تكساس تيد كروز للصحافيين في براونزفيل إن هناك 22 ألف شخص يخيمون على الجانب الآخر من الحدود قبالة مدينة تكساس وحدها بأقصى الجنوب.

أضاف "لا بد من أن أقول إنني غاضب، لأن هذا متعمد، إنه قرار اتخذه الرئيس جو بايدن و(نائبة الرئيس) كامالا هاريس والديموقراطيون في الكونغرس بفتح الحدود يرقى إلى غزو".

الوضع "كارثي"
وقال السناتور روجر مارشال لشبكة فوكس نيوز إن الوضع على الحدود "كارثي".

واعتبر أن "التهديد الأول لأمننا القومي موجود هنا في جنوب تكساس، وصولا إلى أريزونا" مضيفا "هذه ليست أميركا التي نشأت فيها".

وأفاد مراسلو فرانس برس في براونزفيل بوجود عشرات من سيارات الشرطة المنتشرة على الجانب الأميركي من الجسر الذي يربط المدينة بماتاموروس المكسيكية.

وتمكنوا من مشاهدة آلات ثقيلة تعمل على مسافة غير بعيدة بينما كان عمال يحضرون الأرض لتركيب سياج شائك.

في إل باسو كان مئات الأشخاص الذي دخلوا الأراضي الأميركية عبر بوابة حدودية شرعية الخميس، قد نُظر في ملفاتهم وسُمح لهم بتقديم طلب أولي للجوء.

لكن ظهر إرباك بين عناصر حرس الحدود بشأن ما سيحدث في الساعات والأيام المقبلة.

وقال أحدهم رداً على سؤال بشأن كيفية التعاطي مع المهاجرين "لا نعلم".

وعلى الحدود الخميس، سعى البعض لاغتنام اللحظة الأخيرة قبل انتهاء العمل بالإجراء فعبروا نهر ريو غراندي الضيق قرب براونزفيل أملاً في دخول الولايات المتحدة بعد تسليم أنفسهم لدوريات الحدود.

وقال الإكوادوري جيمي مونيوز (29 عاماً) بعد بلوغه الأراضي الأميركية "آمل أن اتمكن من البقاء في هذا البلد" مضيفًا "لكن لدي شكوكي ومخاوفي من أنهم سيسمحون لي بذلك".

عائلات متفرقة
وتفرقت العائلات وسط الفوضى. وجلست الفنزويلية باتريسيا فارغاس باكية عند محطة الحافلات في براونزفيل حيث كان مئات المهاجرين بانتظار فرصة للانتقال إلى مكان آخر.

أما ابنها وزوجته وحفيداها فلم يتمكنوا من العبور.

وقالت باكية "كنا خمسة أشخاص في المجموع، وأنا فقط تمكنت من العبور".

يُشترط على طالبي اللجوء إجراء مقابلات عبر تطبيق على الهاتف الذكي، علما بأن عددا من المستخدمين أفادوا عن خلل في التطبيق عدا عن كونه يطرح معضلة أمام أشخاص ليس لديهم هواتف أو خدمة "واي فاي".

دافع مايوركاس عن التطبيق مؤكداً أن الجهات المسؤولة بصدد معالجة مشكلات تقنية.

وقال "أكبر تحد في ما يتعلق بالتطبيق +سي بي وان+، ليس تكنولوجيا إنما واقع أن لدينا عدد مهاجرين يفوق قدرتنا على تحديد مواعيد لهم".