هيروشيما (اليابان): وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى هيروشيما السبت لحضور قمة مجموعة السبع، وذلك بعد حصوله على دعم أميركي لتزويد كييف بطائرات مقاتلة متطورة تطالب بها بشدة وتدريب طيارين أوكرانيين.

وتمثل هذه الرحلة فرصة للتشاور مع حلفاء مثل الرئيس جو بايدن، ولجذب قوى رئيسية غير منحازة في القمة ومنها الهند والبرازيل.

في مطار هيروشيما، هبطت الطائرة الفرنسية التي كانت تقلّ زيلينسكي من السعودية، ومُدّ بساط أحمر، حسبما لاحظ مراسلو وكالة فرانس برس.

وكتب الرئيس الأوكراني على تويتر "اليابان. مجموعة السبع. اجتماعات مهمة مع شركاء وأصدقاء أوكرانيا. أمن وتعاون مكثف كي ننتصر. اليوم سيكون السلام أقرب".

وتأتي الزيارة التي لم تكن متوقعة بعد أن أُعلن في السابق عن مشاركته عبر اتصال فيديو، عقب توقفه في جدة حيث ألقى كلمة أمام قمة جامعة الدول العربية.

وفي بيان صدر خلال لقاء القادة في هيروشيما، عبّرت المجموعة عن سلسلة من المخاوف بشأن الأنشطة الاقتصادية والعسكرية للصين، لكنها عمدت أيضًا إلى إبقاء الباب مفتوحًا أمام التعاون وتجنب تأجيج التوترات بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومجموعة السبع واليابان.

وقالت مجموعة السبع "نحن مستعدون لبناء علاقات بنّاءة ومستقرة مع الصين، ونحن مدركون لأهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا مباشرة".

يأتي حضور زيلينسكي القمة في هيروشيما عقب انفراجة في مساعيه الحثيثة لإقناع واشنطن بحاجة أوكرانيا لطائرات إف-16.

وتصاعد الزخم لتزويد أوكرانيا بتلك الطائرات، لكن دعم واشنطن أساسي لأن موافقتها ضرورية قانونيا من أجل إعادة تصدير معدات أميركية اشتراها الحلفاء.

وكانت الولايات المتحدة قد أشارت في السابق إلى فترات تدريب الطيارين الطويلة والمكلفة، كأسباب لعدم إرسال طائرات، مع إصرار المسؤولين على وجود طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة لتعزيز الدفاعات الجوية لكييف.

"قرار تاريخي"
لكن من المرجح الآن على ما يبدو، أن تنضم طائرات إف-16 إلى قائمة الأنظمة المتطورة، بما فيها الدبابات الغربية والأسلحة بعيدة المدى، التي وافق حلفاء أوكرانيا على تزويدها بها بعد تردد في البداية.

وقال بايدن لقادة مجموعة السبع في اليابان إن واشنطن ستدعم الطلب الآن، في خطوة وصفها زيلينسكي بأنها "قرار تاريخي".

وقال زيلينسكي إنه سيلتقي بايدن في هيروشيما لمناقشة "التنفيذ العملي" للخطة، وقال البيت الأبيض إن بايدن "يتطلع" إلى المحادثات دون تحديد موعد لذلك.

وشدد مستشار الأمن القومي جيك ساليفان على أن القرار المتعلق بالطائرات لا يعكس تحولا في سياسة الولايات المتحدة.

وصرح للصحافيين في هيروشيما "لم يتغير شيء. نهجنا في توفير الأسلحة والعتاد والتدريب للأوكرانيين اتبع مقتضيات الصراع".

أضاف "وصلنا إلى مرحلة حان فيها الوقت للنظر إلى الأمام والقول +ما الذي ستحتاجه أوكرانيا ... لتكون قادرة على ردع العدوان الروسي والتصدي له؟+ "

وتابع قائلا إن "طائرات إف-16 مقاتلات من الجيل الرابع، هي جزء من هذا المزيج. والخطوة الأولى الواضحة هنا هي القيام بالتدريب ثم العمل مع الحلفاء والشركاء والأوكرانيين لتحديد كيفية تنفيذ نقاط التزويد الفعلية أثناء مضينا قدما".

تجنب حرب عالمية ثالثة
لا يزال الجدول الزمني لتلك التدريبات غير واضح، وقدر المسؤولون الأميركيون في وقت سابق أن تستغرق ما يصل إلى 18 شهرا.

مع ذلك، رحب الحلفاء بالقرار ومنهم المملكة المتحدة. وكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك على تويتر "ستعمل المملكة المتحدة مع الولايات المتحدة وهولندا وبلجيكا والدنمارك لتزويد أوكرانيا بالقدرة الجوية القتالية التي تحتاجها"، مضيفًا "إننا متكاتفون".

ونفى ساليفان أن يسهم تزويد أوكرانيا بالطائرات في تصعيد الصراع، وقال إن أوكرانيا تعهدت بعدم استخدام أي معدات عسكرية أميركية لشن هجمات داخل روسيا.

أضاف "سنبذل كل ما بوسعنا لدعم أوكرانيا في دفاعها عن سيادتها وسلامة أراضيها، وسنمضي قدما بطريقة تتجنب حربا عالمية ثالثة".

سيكون لحضور زيلينسكي في هيروشيما انعكاسات كبيرة على اليومين المتبقيين من القمة، إذ ستسرق أوكرانيا الأضواء من قائمة طويلة من الموضوعات الشائكة الأخرى، ومنها التصدي للمخاوف إزاء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين.

وقبيل وصول زيلينسكي إلى هيروشيما، نبّه قادة مجموعة السبع السبت إلى أن أي محاولات "تسليح" للتجارة ولسلاسل التوريد "ستفشل وستواجه عواقب"، في تحذير مبطّن إلى الصين بشأن ممارستها الاقتصادية.

وتجري محادثات مع دول غير أعضاء وسط محاولة قادة مجموعة السبع إقناع دول نامية بقدرتها على تقديم بدائل دبلوماسية واقتصادية لدول مثل الصين.

رفض العديد من المدعوين ومنهم البرازيل والهند، إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، ومن المرجح أيضًا أن يكونوا أهدافًا رئيسية لمسعى زيلينسكي الدبلوماسي.

وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن زيلينسكي سيشارك في محادثات حول أوكرانيا مع قادة مجموعة السبع الأحد، إضافة إلى جلسة حول "السلام والاستقرار" ستشمل أيضا دولا غير أعضاء مدعوة للقمة.

ومن المقرر أن يعقد زيلينسكي في هيروشيما اجتماعات ثنائية أيضا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.