قد تكون العميلة التي أعدتها الأجهزة الأمنية الأوروبية أوائل شهر مايو-أيار الحالي ضد عصابات المافيا في كالبري الإيطالية من أكبر وأوسع العمليات إلى حدّ هذه الساعة.

وقد شارك في هذه العملية 2770 شرطيًا من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ورومانيا وسلوفينيا. كما شاركت فيها البرازيل والباناما. وكانت الحصيلة إيقاف 132 شخصًا، بينهم 100إيطالي، جميعهم متهمون بنقل الكوكايين من أميركا الجنوبية إلى أوروبا وأستراليا، وأفريقيا. كما أنهم متهمون بتبييض الأموال، وبتجارة الأسلحة.

ومن خلال الأبحاث التي أُجريت، تبين أن ميناء مدينة "انفارس" البلجيكية هو المعبر الرئيسي لكميات الكوكايين التي تُقدّر بـ110 طنا. وفي عام2018، كانت السلطات الأمنية البلجيكية في المناطق القريبة من الحدود الألمانية والهولندية تراقب بدقة عائلات إيطالية يُشتبَه بأنها على علاقة وطيدة بشبكات وعصابات إجرامية تقوم بترويج المخدرات في البلدان الأوروبية، وبتبييض الأموال. كما أن هذه العائلات كان ترتبط بعلاقات وثيقة مع مجموعات تقيم في "سان لوكا" بكالبري. وهي مجموعات مافيوزية مورطة في العديد من الجرائم، بينها جرائم قتل، واحدة منها كانت ثمرة مواجهة دموية بين مجموعتين في مدينة "دويزبورغ" الألمانية أدت إلى مقتل ستة أشخاص وذلك سنة2007. كما كشفت الأبحاث أيضا عن وجود عصابة إجرامية لها علاقة بمجموعة في كولومبيا، وعن عصابة أخرى ألبانية تعمل في الاكواتور، وتمد عصابات برازيلية بالأسلحة وبالمخدرات.

وفي ايطاليا عثرت الشرطة مطلع شهر مايو-أيار الحالي على 25مليون يورو، وعلى كميات كبيرة من المخدرات تساوي قيمتها مليارين ونصف يورو.

وفي هولندا تم القضاء على شبكة إجرامية أخرى يُشرف عليها مغربي يدعى رضوان طاغي الذي يحاكم الآن في أمستردام. وهذه الشبكة التي تسمى "ماروكو مافيا" لها علاقات وثيقة بعصابات المافيا في جنوب إيطاليا، وفي أوروبا الوسطى.

وتقول جريدة "لوموند" أن وزير العدل البلجيكي أكد في آخر تصريحاته أن الأجهزة الأمنية في بلاده، وأيضا في هولندا، عازمة على القضاء على كل عصابات المافيا التي تنشط على أراضيها، وعلى تقويض كل مخططاتها الإجرامية.