اسطنبول: يتجه الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب إردوغان الاحد الى تحقيق فوز جديد بالرئاسة في تركيا في ختام الدورة الثانية من الانتخابات التي اظهرت رغبة الشعب في إرساء الاستقرار.

وذكرت وكالة انباء الاناضول الرسمية بعد فرز اكثر من ثمانين في المئة من بطاقات الاقتراع أن اردوغان الذي يحكم منذ عشرين عاما يتصدر في شكل ملحوظ مع حصوله على اكثر من 53 في المئة من الاصوات مقابل اقل من 47 في المئة لخصمه الاشتراكي الديموقراطي كمال كيليتشدار اوغلو.

ونشرت هذه الارقام بعد ساعتين من إغلاق مكاتب الاقتراع.

في المقابل، قالت وكالة انكا القريبة من المعارضة إن كيليتشدار اوغلو حصد 50,02 في المئة من الأصوات مقابل 49,98 في المئة لأردوغان بعد فرز 87 في المئة من البطاقات.

دعوة إلى المشاركة
ودعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى "التصويت من أجل التخلّص من نظام استبدادي"، بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في العاصمة أنقرة.

كذلك، دعا المقترعين إلى البقاء قرب مراكز الاقتراع بعد إغلاقها لأن "هذه الانتخابات جرت في ظروف صعبة جدًا".

من جهته، دعا إردوغان المواطنين "إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس".

وأدلى إردوغان بتصريحاته بعدما أدلى بصوته في حيّ أسكدار برفقة زوجته أمينة.

في الدورة الأولى من الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 87 في المئة.

في حي شيشلي السكني في اسطنبول كان أوزير اتايولو المهندس المتقاعد البالغ 93 عاما بين اوائل المقترعين "أحضر دائماً في وقت مبكر لأكون أول المقترعين لأني أؤمن بالديموقراطية ومسؤوليتي كمواطن".

في العاصمة أنقرة، أكدت زرين آلان (55 عاماً) أنها "متحمسة جدًا حتّى أنني لم أتمكن من النوم. آمل بألا تشهد هذه الانتخابات تزويراً".

الاختيار بين رؤيتين
وعلى الناخبين الاختيار بين رؤيتين للبلاد.

فإما الاستمرار مع جنوح محتمل إلى السلطوية مع الرئيس الحالي الإسلامي المحافظ البالغ 69 عامًا، أو العودة إلى الديموقراطية الهادئة بحسب كلام خصمه وهو موظف عمومي سابق يبلغ الرابعة والسبعين.

وتشهد نسبة 49,5 % من الأصوات التي حصل عليها إردوغان في الجولة الأولى في 14 أيار/مايو على الدعم الواسع الذي لا يزال رئيس بلدية اسطنبول السابق يلقاه في صفوف المحافظين رغم التضخم الجامح في البلاد.

وتجلى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من شباط/فبراير وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل وتشريد ثلاثة ملايين آخرين.

ووعد كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية، "بعودة الربيع" والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة.

وقال المدرّس أوغور برلاس البالغ 39 عاماً والذي سيصوت للمرشح المعارض و"التغيير"، "سئمنا من قمع النظام وسياسته".

تكثيف الحملات الانتخابية
أصيب كيليتشدار أوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره إلا انه عاد إلى موقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.

بسبب عجزه عن الوصول إلى وسائل الإعلام الرئيسية خصوصاً محطات التلفزيون الرسمية المكرسة لحملة إردوغان، شن كيليتشدار اوغلو حملته لا سيما عبر تويتر فيما كان انصاره يحاولون حشد الناخبين مجددا من خلال زيارات منزلية في المدن الكبرى.

والهدف استقطاب 8,3 ملايين ناخب مسجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 أيار/مايو رغم نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87 %.

في المقابل، كثف إردوغان من تجمعاته الانتخابية مستندا إلى التغيرات التي فرضها في البلاد منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتبارا من 2014.

وأكثر إردوغان الذي رفع الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.

في آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبت إلى ضريح مرجعه السياسي رئيس الوزراء القومي-الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطاحه عسكريون واعدموه في العام 1961.

مراقبة مجريات التصويت
وحل موعد الجولة الثانية من الانتخابات في الذكرى العاشرة لانطلاق تظاهرات "غيزي" التي بدأت في اسطنبول وعمت البلاد. وشكلت هذه التظاهرات أول موجة احتجاج على حكم إردوغان وقمعت بشدة.

لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر "خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع" أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.

وخلصت بعثة مشتركة لمنظمة الأمن والتعاون في اوروبا ومجلس أوروبا إلى أن الدورة الأولى جرت في "اجواء تنافسية" وإن "محدودة" بسبب "التقدم غير المبرر" الذي منحته وسائل الإعلام الرسمية لإردوغان.

ويتابع حلفاء تركيا خصوصا في حلف شمال الأطلسي من كثب نتائج الانتخابات.