إيلاف من لندن: واجهت عارضة أزياء إيرانية المولد، انتقادات واسعة، لارتدائها فستانا يضم في تصميمه ما يشبه حبل المشنقة، واعتبر البعض الظهور "مشينا" وقسمت الرأي على الإنترنت.

ولتسليط الضوء على عمليات الإعدام المتزايدة في إيران، ظهرت عارضة الأزياء الأميركية الإيرانية، ماهلاغا جابري، على السجادة الحمراء بفستان أسود مكشوف الصدر ويربطه بالرقبة بما يشبه حبل المشنقة، وذلك في النسخة السادسة والسبعين لمهرجان "كان" السينمائي.
وقالت عارضة الأزياء البالغة من العمر 33 عامًا إنها ارتدت الفستان "للإدلاء ببيان" لكنها تعرضت منذ ذلك الحين لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما شاركت مقطع فيديو وصورة لها على إنستغرام، وتضمن الفيديو لقطات مختلفة عن قرب للعارضة في الفستان مع نص يقول: "أوقفوا الإعدام".

جدل
وأثارت جابري كثيرا من الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما أن التعليقات السياسية غير مسموح بها في مهرجان "كان" السينمائي.
وكتبت على صفحتها الرسمية بإنستغرام: "أردنا لفت انتباه وسائل الإعلام إلى عمليات الإعدام غير المشروعة للشعب الإيراني".
وأضافت: "للأسف، لا يُسمح بالتصريحات السياسية في مهرجان الأفلام، كما منعني الأمن من إظهار الفستان من الخلف، لكن معنى حبل المشنقة كان مفهوما جيدا".
يشار إلى أن إيران ثاني أكثر دول العالم بعد الصين تنفيذا للإعدامات، وفق منظمات غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، بينها منظمة العفو الدولية.
وتشهد إيران حاليا زيادة في عمليات الإعدام التي تقول جماعات حقوقية إنها تهدف إلى ترهيب الناس إثر موجة الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر 2022 عقب وفاة الشابة، مهسا أميني، بعد توقيفها لدى شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

انتقادات وانقسام
ورغم هدف منشور العارضة وشريط الفيديو المرفق، فقد أثارا انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال الصحفي يشار علي إن فيديو العارضة "مخزي للغاية".
وقال: "مع إعدام الإيرانيين الأبرياء، اعتقد أن ارتداء العارضة ماهلاغا جابري فستانا يحمل شكل حبل مشنقة فكرة جيدة، لكن تصوير مقطع فيديو مغر باستخدام أغنية أصبحت نشيدًا للمتظاهرين أمر "مخز تماما في كل مكان".
وأضاف: "ثم إنهاء الفيديو بعبارة" أوقف عمليات الإعدام "ولا يوجد سياق أو معلومات أخرى تجعله غير مفيد!".
لكن آخرين سارعوا للدفاع عن العارضة جابري، وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: "لماذا لا نقدر جهدها؟ أليس النية مهمًا؟".
بينما قالت أخرى: "أنا أنظر إلى هذا على أنه طريقتها في الاحتجاج وطريقتها في دعم المتظاهرين. لا أعتقد أنها فعلت أي شيء خبيث على الإطلاق".

إعدام رجلين
على الرغم من أن إيران قالت إنها أصدرت عفواً عن آلاف الأشخاص الذين تم اعتقالهم فيما يتعلق بالاحتجاجات، يبدو أنها تنفذ حملة قمع في عام 2023 حتى الآن.
وأعدمت السلطات في البلاد 60 شخصا على الأقل منذ أواخر أبريل/ نيسان، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعدمت إيران رجلين بتهمة التجديف. واتهمت سلطات البلاد الرجلين بالتورط في قناة على تطبيق المراسلة تيليغرام، وأنهما أهانا الإسلام وروجا للإلحاد. كما اتُهم الرجلان بحرق المصحف على قناة تيليغرا.
وكان تم إعدام علي رضا أكبري ، وهو مواطن بريطاني إيراني وقت سابق من هذا العام بعد اتهامه بالتجسس لصالح المملكة المتحدة. وفي ذلك الوقت ، قال رئيس الوزراء ريشي سوناك إنه "فزع" من الإعدام.
وأضاف: "هذا عمل فظ وجبان قام به نظام بربري لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه.