إيلاف من لندن: يُجري وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في بغداد الاحد سلسلة مباحثات مع القادة العراقيين حول ترتيبات مرحلة ما بعد عودة بلاده الى الجامعة العربية اضافة الى أمن الحدود المشتركة وتوسيع العلاقات الاقتصادية.

ومن المنتظر ان يجتمع المقداد الذي وصل الى بغداد الليلة الماضية مع الرؤساء العراقيين الاربعة للبلاد والحكومة والبرلمان والقضاء الاعلى اضافة الى نظيره فؤاد حسين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحّاف في بيان تابعته "ايلاف" ان مباحثات الوزير السوري ستركز على تعزيز العلاقات بين بغداد ودمشق ودور العراق في اسعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربيَّة اضافة الى سبل الدفع بعلاقات البلدين بما ينسجم ومصالح شعبيهما.

وكان العراق قد أسهم بشكل فاعل في عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية في السابع من الشهر الماضي.
وفي السادس من الشهر الماضي أكد وزير الخارجية العراقي أن بلاده ظلت متمسكة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية وممارسة دورها المهم في العمل العربي المشترك منذ تجميد مقعدها فيها في تشرين الثاني نوفمبر عام 2011 على خلفية الأزمة فيها.
واعتبر الوزير أن عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة يساعد في تحقيق استقرارها الأمني وأمن الدول المجاورة لها. وأوضح أن فريقا عربيا ولجاناً واجتماعات مشتركة ستكون متواصلة مع سوريا لحين الاستقرار التام وإعادة الإعمار والبناء.
يشار إلى أن الجامعة العربية كانت أعلنت في 7 من الشهر الماضي عن استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة والأجهزة والمنظمات التابعة لها اعتبارا من اليوم نفسه.

أمن الحدود
وستتناول مباحثات وزير الخارجية السوري في بغداد التعاون بين البلدين لمنع تسلل الإرهابيين من سوريا عبر حدودها مع العراق وقال قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي خلال اجتماعه مع السفير السوري في العراق سطام جدعان الدندح مؤخرا إن العراق يقوم بجهود مضنية لمنع تسلل الإرهابيين بين البلدين.

وبحث المسؤولان العراقي والسوري التعاون والتنسيق الأمني المشترك وملّف مخيم الهول السوري الحدودي مع العراق لعناصر تنظيم داعش وأهمية تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية وملاحقة بقايا خلايا داعش الإرهابي.
والعراق من بين دول قليلة في المنطقة ظل مرتبطا بعلاقات رسمية مع سوريا في وقت واجهت عزلة دولية منذ اندلاع الحرب الأهلية فيها قبل 12 عاما.
ويشن عناصر تنظيم داعش هجمات مسلحة على الحدود بين البلدين ضد اهداف للجيش العراقي أو ضد حقول النفط إضافة لشن هجمات تستهدف القوات السورية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها.
وكان التحالف الدولي قد تمكن بالتعاون مع الجيش العراقي والتنظيمات المسلحة الكردية من القضاء على سيطرة التنظيم على مساحات واسعة في العراق وسوريا عام 2017 حيث يقبع الالاف من عائلات المسلحين في مخيمات تمهيدا لترحيلهم ومحاكمة المتورطين منهم في أعمال قتل.

حرس الحدود
وفي أيلول سبتمبر الماضي بحثت قيادة قوات حرس الحدود العراقية مع نظيرتها السورية تحصين الحدود وإحباط أي "محاولات إرهابية لاختراقها".
وقال قائد حرس الحدود العراقي الفريق الركن حامد الحسيني إنه وقائد حرس الحدود السوري اللواء الركن غسان محمود ناقشا في مقر قيادته اجراءات تأمين الحدود المشتركة وتعزيز التعاون لمنع أي محاولة إرهابية وإرباك الأمن اذ تم التأكيد على الاستمرار في عمليات التحصين التي أنجزتها قيادة حرس الحدود في الجانب العراقي .
ونوه الى أن "العراق بذل جهوداً في تأمين حدوده مع سوريا ومنع أي عمليات تهريب للاسلحة والمخدرات بين البلدين .. مشيراً إلى أن الحدود العراقية مع سوريا آمنة ومستقرة بعد إنجاز منظومة مراقبة متكاملة تضم سياجٍا وجدرٍ إسمنتية وكاميرات مراقبة حرارية على مدار الساعة.
يشار الى ان الحدود السورية العراقية تمتد على طول 599 كم حيث تمر عبر أعالي بلاد مابين النهرين بالغة بذلك الصحراء السورية . وفي ظل الحرب في سوريا والعراق أصبحت أجزاء من حدودهما تحت سيطرة تنظم الدولة الاسلامية في العراق وألشام "داعش" خاصة في عام 2014.
وعلى الرغم من أن الجزء الشمالي من سوريا لا يزال ضمن سيطرة الاكراد إلا أن هناك حدودا جديدة شُكلت بين منطقة الادارة الكردية في شمال سوريا واقليم كردستان العراق الشمالي.

تعزيز التبادل التجاري
وإضافة الى ذلك سيكون الملف الاقتصادي وحركة تنقل البضائع حاضرا في مباحثات الوزير السوري في بغداد بهدف تعزز التبادل التجاري.
وكان وزيرا الاقتصاد السوري والعراقي قد اتفقا في الثاني من الشهر الماضي خلال اجتماعهما في دمشق على تعزيز التبادل التجاري وتسهيل حركة الترانزيت بين بلديهما وعلى التعاون في قطاعات متعددة أخرى.
وجاء ذلك خلال اجتماع اللجنة السورية - العراقية المشتركة في دورتها الحادية عشر حيث شدد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل على أهمية تعزيز حجم التجارة البينية بين البلدين وتذليل العوائق والصعوبات التي تواجهها.
وأكّد الخليل في تصريح صحافي "السماح لجميع السلع العراقية بدخول الأسواق السورية وفي مقدمتها التمور التي كانت ممنوعة من البلد الجار بالإضافة إلى المواد البتروكيماوية. واشار إلى أن "المنتوجات السورية وخصوصاً المصنَّعة في محافظة حلب الشمالية ستدخل الأسواق العراقية بصورة منتظمة وعلى نحو مستمر.
وكشف وزير التجارة السوري عن مناقشته ونظيره العراقي أثير الغريري "الرسوم الجمركية البينية وكل ما يحول دون دخول المنتوجات السورية الى الأسواق العراقية أو دخول المنتوجات العراقية سوريا حرصاً من الجانبين على زيادة مستوى التبادل التجاري ولا سيما أن العراق شريك تجاري أساسي لسوريا على مدى أعوام طويلة".
ومن جانبه قال الغريري اثر اجتماعه على هامش اجتماعات اللجنة العراقية السورية مع رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس انهما بحثا رفع مستوى التعاون التجاري واستثمار إمكانيات البلدين الاقتصادية والزراعية لتحقيق المصلحة المشتركة لهما.