إيلاف من لندن: تصدى باحثون عرب وأجانب لمحاولات إيران الهادفة الى تزوير الجغرافية السياسية لاقليم الأحواز العربي والحقائق عن سكانه العرب من خلال كشف مغالطاتها بدراسة علمية منهجية حديثة.
وفي جهد أكاديمي بحثي عن اقليم الاحواز العربي المحتل وفي محاولة لكشف المغالطات التي تحاول ايران ترسيخها داخليا وخارجيا فقد تم وضع الحقائق على الارض حيث تصدى لهذه المهمة الباحث والناشط الاحوازي كميل بوشوكة بالتنسيق مع باحثين وأكاديميين أحوازيين وأجانب في معهد الحوار للأبحاث والدراسات في واشنطن من خلال دراسة علمية منهجية حديثة عن "جغرافية الأحواز السياسية" في كتاب من 400 صفحة باللغة الانكليزية وضع في 25 ايار مايو الماضي على الموقع الالكتروني للمعهد بمتناول مختلف المهتمين بالشأن الإيراني.

ترويج ايراني بمعلوماتٍ مغلوطة
لذلك يقول بوشوكة لـ"ايلاف" انه "لفهم جغرافية الأحواز يجب البدء بفهم حدود الاقليم من شط العرب إلى نهر جاغين" الايراني حيث يرى الباحثون أن جغرافية الأحواز أوسع من المعلومات المتوفرة في المراكز والمؤسسات الإيرانية التي تروج لها خاصة في الغرب.
ويشير الى ان الأحواز لها حدود تزيد عن 1800كم مع الخليج العربي، لذا فإن أراضي الأحواز أكبر من مساحة أراضي ألعديد من دول المنطقة.
واوضح انه بالإضافة إلى ذلك ومن أجل مصداقية فقد تم استخدام عدة أنواع من المصادر لمعرفة الحقيقة ومنها: مصادر إيرانية في البحث، ثم تمت مقارنة هذه المصادر بإحصائيات أخرى من أجزاء أخرى من إيران، ثم تم تمت مقارنتها بإحصائيات غير حكومية: مثل إحصائيات الأمم المتحدة أو إحصائيات الباحثين الأحوازيين ومع ذلك فإن أفضل طريقة لمنهج علمي للجغرافيا هي البيانات الثانوية والخرائط وعلم الجغرافيا، والتنمية الجغرافية والتي حرص الباحثون على ابرازها في الكتاب.

مقارنة
وبين بوشوكة ان السلطات الإيرانية تقدم بعض الإحصائيات حول سكان الحضر وتعطي بعض المعلومات حول جغرافية كل مدينة لذلك، يمكن للباحثين في الجغرافيا مقارنة الإحصائيات الإيرانية، مثل حجم المدن، بالأحجام التي يوفرها نظام المعلومات الجغرافية ثم يمكنهم رؤية الإحصائيات الخاصة بكل مدينة حسب الحجم وعدد السكان لكل كيلومتر مربع.
واشار الى ان العرب يعيشون في أجزاء مختلفة من إيران لكن البيانات التي يقدمها الإيرانيون للمنظمات الدولية فيما يتعلق بالسكان العرب تفتقر إلى المصداقية بسبب ضعفها وتعمد تشويه الحقائق الموجودة على الارض.

الخارطة الطبيعية لاقليم الاحواز العربي المحتل (خاص)

بيانات غير صحيحة
وأوضح انه لذلك فقد اعتبرت المنظمات الدولية اعتمادًا على البيانات الإيرانية، أن 3٪ فقط من السكان الإيرانيين هم من العرب، وهذا غير صحيح لأن عددًا أكبر بكثير من العرب يعيشون في إيران فهم يشكلون أغلبية في 3 محافظات ايرانية مثل خوزستان، بوشهر وهرمزجان (اقليم الأحواز).
وأوضح إن الخريطة الجغرافية للأحواز تقوم على ثلاث قضايا: المجموعة العرقية (العربية)، وتاريخ العرب، والحدود الطبيعية لفصل اقليم الأحواز عن المناطق والبلدان الأخرى وعلى سبيل المثال، يفصل شط العرب الأحواز عن العراق، ويفصل نهر زاجروس الأحواز عن إيران، ويفصل نهر جاغين الأحواز عن بلوشستان وهكذا، تمت مناقشة سكان جميع المناطق في هذا الكتاب.

ثلاث محافظات
واشار الباحث وفقا لمعلومات الكتاب الى ان الأحواز تنقسم إلى ثلاث محافظات حسب التقسيمات الإيرانية: شمال الأحواز (خوزستان، الجزء الجنوبي من عيلام، والجزء الغربي من بوير أحمد)، ووسط الأحواز (ابوشهر)، وجنوب الأحواز (غالبية هرمزجان، والجزء الجنوبي من محافظة فارس).
كما ان هناك أيضًا عدد كبير من العرب يعيشون في إيران، على سبيل المثال يعيش عرب خمسة في 13 مقاطعة في محافظة فارس ولديهم جغرافيتهم الخاصة.. وأيضا يعيش العرب في جنوب خراسان ومحافظة خراسان رضوى وبالتالي، فإن تحليل المناطق الريفية والحضرية في كل محافظة يوفر تفاصيل أكثر دقة من البيانات الإيرانية الرسمية عن عدد وجغرافيا الأحواز والعرب الآخرين في إيران.
وأضاف الباحث بوشوكة ان تحليل 50 مقاطعة في كل الأحواز يُظهر أن مساحة اقليم الأحواز تبلغ 196 الف و37 كيلومترًا مربعًا، بينما قام مركز عيلام الايراني للدراسات بحساب ورسم خرائط بمساحة 210 ألف كيلومتر مربع لنفس الجغرافيا (جغرافية الأحواز) لذلك، هناك 3 مصادر للوصول إلى إحصائيات حول سكان الأحواز: مصادر إيرانية رسمية (مصادر حكومية) ومصادر شبه رسمية أخرى (تصريحات وملاحظات جهات رسمية حول سكان الأحواز)، بيانات ثانوية ونظام المعلومات الجغرافية.

8.5 مليون نسمة وليس مليونان
ويؤكد الباحث أنه بحسب الإحصاءات الرسمية الإيرانية، يبلغ عدد سكان اقليم الأحواز (بما في ذلك ثلاث محافظات) 9 ملايين و407 الاف و274 نسمة، فإذا كان ثلثا السكان من العرب، فمن الممكن أن يصل عدد سكان الأحواز العرب من 6 إلى 6.2 مليون نسمة، وليس 2 مليون حسب التصريحات الإيرانية.
ويوضح انه من ناحية أخرى إذا تم تضمين جميع المصادر الإيرانية شبه الرسمية، فإن عدد سكان اقليم الأحواز يصل إلى 10ملايين و284 الاف و121 نسمة وفي هذه الحالة، قد يصل عدد السكان العرب الأحوازيين إلى 7 ملايين والباقي مستوطنون بعضا منهم دخل الاحواز بعد عام 1925 وكثير منهم تم جلبهم الي الاحواز بعد عام 1963 والنظام الحالي مستمر بجلب المستوطنين واسكانهم في المدن الاحوازية.
ويؤكد الباحث ان الأكثر دقة في الاحصاءات فان عدد سكان اقليم الأحواز المحسوبة وفقًا لنظام المعلومات الجغرافية والبيانات الدولية (إحصائيات منظمة الصحة العالمية) والبيانات الثانوية (هذا الرقم قريب جدًا من الواقع) يبلغ 11 مليون و775 الاف و641 نسمة، والسكان العرب يصل عددهم الي أكثر من 8 ملايين شخص.
ويبين الباحث انه على سبيل المثال، تدعي إيران أن عدد سكان مدينة الأحواز، عاصمة اقليم الأحواز، يبلغ 1.5 مليون نسمة، لكن الجهات الحكومية الإيرانية تشير إلى أن عدد سكان الأحياء المهمشة في المدينة يبلغ حوالي 650 ألف نسمة، لذلك لم يتم احتساب هذا العدد في إحصائيات المدينة. كما ان أشارت منظمات دولية إلى أن عدد سكان مقاطعة الأحواز العاصمة يبلغ نحو 3 ملايين نسمة (هذا يشمل فقط مدينة الاحواز العاصمة وليس كل إقليم الاحواز).

فحص علمي لعدد السكان
ويشير بوشوكة الى انه لذلك فأنه قد تم في هذا الكتاب فحص جميع الجوانب العلمية للوصول إلى العدد الحقيقي للسكان العرب الأحوازيين من أجل رفض الإحصائيات الإيرانية عن سكان الأحواز العربية.
ويقول الباحث ان عدد السكان العرب في إيران على الخرائط السياسية / الجغرافية الثلاث (الأحواز وعرب الخمس وعرب خانة)، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من إيران يبلغ أكثر من 10 ملايين من أصل 86 مليون إيراني (حوالي 12٪).
ويضيف ان هذا يعني أن عدد السكان العرب يزيد عن 8 ملايين في اقليم الأحواز، و 800 الف إلى 1 مليون في خراسان و700 الف في محافظة فارس، بالإضافة إلى عدد كبير من العرب، يعيشون في أجزاء مختلفة من إيران مثل طهران (قد يكون تاريخهم يعود إلى فترة الخلافة الأموية والعباسية وعاشوا على وجه التحديد في مدينة ري وفارامين)، أصفهان، قزوين (تاريخهم قديم وقد يعود إلى فترة الخلافة الأموية والعباسية مثل قبيلة الديلمي)، مازندران (الأحوازيين الذين نزحوا في عام 1939 على يد رضا بهلوي)، قم (الأحوازيين الذين هاجروا إلى المدينة منذ 1980 بسبب الحرب بين إيران والعراق)، محافظة المركزية / أراك (الأحوازيين الذين هاجروا منذ القرن الثامن عشر) وهمدان ومدينة شيراز.

أرضٌ عربية احتلتها ايران عام 1925
يشار الى ان الأحواز هي ارض عربية إحتلتها إيران في 20 نيسان ابريل عام 1925م وقتلت آخر حكامها وهو الأمير العربي الشيخ خزعل الكعبي في عام 1936.
وعروبة الأحواز هي قبل الفتوحات الإسلامية بالاف السنين وقبل حتى إنشاء الكيان الفارسي في عهد الخمينيين والساسانيين حيث ان الاحوازيين اسسوا الحضارة العيلامية والميسان العربية التي حكمها 26 ملك عربي وأشهرهم هيسباسين العربي.
وقامت في الأحواز إمارات عربية كثيرة مثل إمارة بنو أسد وبنو كثير وبنو عامر وبنو خفاجة ثم قامت دولة المشعشعين عام 1437م وفي عام 1690 م قامت الدولة الكعبية والتي إستمرت في حكم الأحواز حتى إحتلالها عام 1925م.
أمير الأحواز خزعل الكعبي كان من أقوى المرشحين لنيل عرش العراق في عام 1921م، وعرض بأن يضم الأحواز للعراق في حال فوزه بالعرش، وصرح بأن الأحواز إمتداد للعراق
في عام 1936 أصدر رضا شاه بهلوي أمرا بمنع إستعمال إسم (عربستان او الاحواز) وإستبدالها بإسم (خوزستان) من أجل تغيير معالم والاسماء العربية لاقليم الاحواز العربي. كما قام رضا بهلوي بجلب المستوطنين الي الاحواز وطرد عدد كبير من الاحوازيين بهدف تغيير التركيبة السكانية للاقليم.