نشرت جريدة "لوفيغاور" تحقيقا عن قرية تيرييركا(Teriberka) القريبة من القطب الشمالي، والتي أصبحت منذ غزو أوكرانيا، قبلة السياح الروس الذين أصبحوا يواجهون مصاعب كثيرة للسفر إلى البلدان الغربية تحديدا.
ويقول كاتب التحقيق أن العواصف التي هبت وهو في الطريق إلى القرية المذكورة، كادت تقلب سيارته في أكثر من مرة. وبسبب العواصف، قد تتعطل حركة المرور أكثر من يوم في الأسبوع الواحد. وعلى الهضاب المحيطة بالطريق آثار الجليد الذي تبخر مع تحولات المناخ.
وقرية تيرييركا هي في الحقيقة قرية صيادي أسماك. وعند الدخول إليها تبدو وكأنها مقفرة تماما. وهناك بعض المنازل المهجورة، ومقبرة لمراكب قديمة عليها تراكم صدأ السنين. مع ذلك ينجذب القادم إلى هذه القرية الواقعة في نهاية العالم من أول نظرة إذ أنها تتميز بسحر غريب. وربما لهذا السبب، أصبحت هذه القرية منذ بضع سنوات قبلة السياح الروس. وقد ازداد الاقبال عليها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وهي الآن من أكثر المناطق في روسيا جاذبية بالنسبة للسياح الر اغبين في اكتشاف الغريب والمجهول.
وفي عام2022، بلغ عدد السياح 540000 سائحا. وفي صيف هذا العام ارتفع العدد بشكل كبير. ويقول أحد المسؤولين عن السياحة في المنطقة إن الجانب السياسي لعب دورا هاما في هذا الاقبال غير المسبوق على قرية تيريركا إذ أن السفر إلى البلدان الأوروبية انقطع تماما. كما أن السفر إلى مثل هذه البلدان أصبح مكلفا على المستوى المادي.
ويقول أرتور، وهو شاب نصف أوكراني يعمل في القطاع السياحي إن السياح يأتون إلى هذه القرية الصغيرة التي كانت مهملة تماما لمشاهدة طلوع النهار. وهذا يحدث من شهر سبتمبر حتى شهر نيسان. وفي هذه الفترة تكون المشاهد الطبيعية خلابة. فالسماء تتلون بالأخضر، وفيها تظهر أشكال كأنها أشباح تؤدي رقصات عجيبة. ومثل هذه المشاهد كانت تجلب السياح الصينيبين خصوصا قبل جائحة الكورونا.
وهم يعتقدون أن المرأة التي تحبل في فجر تيربيركا يكون طفلها سعيدا وغنيا. وهذا ما تعكسه أساطيرهم القديمة.
ومع ارتفاع عدد السياح فتحت مطاعم فخمة أبوابها لاستقبال الأثرياء من السياح. وتقول سائحة قادمة من جنوب روسيا: "عندما أرى هذه المشاهد في تيريبركا تغرورق عيناي بالدموع لسبب لا أدريه".
التعليقات