بيروت: دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارة لبيروت الجمعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التركيز على مشاكل فرنسا الداخلية بدلًا من انتقاد ايران.

وقال حسين أمير عبداللهيان من السفارة الإيرانية في بيروت "أنصح السيد ماكرون بالتركيز على الوضع داخل فرنسا بدلًا من الاهتمام بمسائل التدخّل في دول أخرى".

وكان الرئيس الفرنسي قد تطرّق الاثنين، أمام سفراء فرنسا المجتمعين في قصر الإليزيه، إلى "أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة".

واعتبر ماكرون يومها أن "أحد العناصر الأساسية" من أجل "حلّ سياسي في لبنان سيمرّ بتوضيح التدخلات الإقليمية بما فيها التدخل الإيراني". وأشاد أيضًا بعمل مبعوثه الخاص إلى لبنان جان-إيف لودريان.

ويتوقّع أن يزور لودريان لبنان أواسط أيلول/سبتمبر لمحاولة إقناع الأطراف السياسيين بالتوصل إلى توافق حول انتخاب رئيس للجمهورية في بلد يعاني شغورًا رئاسيًا منذ عشرة أشهر.

"دور بنّاء في لبنان"
وأكّد الوزير الإيراني أن "جمهورية إيران الإسلامية لطالما لعبت دورًا بنّاء في لبنان وسنبقى بكلّ قوانا إلى جانب لبنان".

ودعا وزير الخارجية الإيراني المسؤولين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية بدون تأخير.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2022، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وخصومه. ولا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.

والتقى أمير عبداللهيان أيضًا خلال زيارته لبيروت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، بالإضافة إلى وفد ضم مسؤولين في فصائل فلسطينية متحالفة مع إيران بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي.

والخميس، زار الوزير الإيراني دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعدّ طهران من أبرز داعمي دمشق. وأرسلت منذ سنوات النزاع الأولى مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة، التي تصنّفها دمشق "إرهابية". وساهمت كذلك في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها حزب الله اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.