صدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "الأقليات العرقية و الاستقرار السياسي" للدكتور جمال الجبول.

يهدف الكتاب إلى التعرف على أثر الأقليات العرقية على الاستقرار السياسي من خلال دراسة حالة دول العراق، وسوريا، ولبنان، وقد وظف الكاتب لفي دراسته كلاً من المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج المقارن.

ويرى الكاتب أن ضعف المؤشرات الداخلية كمؤشرات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية، والوحدة الوطنية قد لعبت دورًا إيجابيًا في زيادة تأثير الأقليات في تعزيز حالة الاستقرار السياسي في النظم السياسية في الدول حالة الدراسة، وأن العوامل الخارجية كالتدخل الأجنبي، والتبعية الاقتصادية، والصراعات والأزمات الإقليمية قد أدّت دورًا إيجابيًا في زيادة تأثير الأقليات في تعزيز حالة عدم الاستقرار السياسي في النظم السياسية في الدول حالة الدراسة.

العراق
ويظهر تأثير أقليات العراق على الاستقرار السياسي من خلال مؤشراته كافة، والمتمثلة بتعثر انتقال السلطة، وتآكل الشرعية السياسية، وضعف مستويات المشاركة السياسية، والعنف السياسي، وغياب المواطنة، والحركات الانفصالية، وزيادة معدلات الهجرة. إذ يتبوأ العراق درجاتٍ عاليةً في كافة هذه المؤشرات.

سوريا ولبنان
في سوريا، يظهر تأثير الأقليات بمؤشرات الاستقرار السياسي بدرجة عالية، باستثناء مؤشر الحركات الانفصالية.
أما في لبنان، فتأثير الأقليات في مؤشرات الاستقرار السياسي باستثناء العنف السياسي، والحركات الانفصالية يظهر بدرجة متوسطة مقارنةً بالعراق وسوريا.

مقترحات
ويخرج المؤلف بعدد من المقترحات، منها: منح الأقليات مجالاً أوسع من الحرية للتعبير عن الرأي، تجنباً لحالة التهميش والإقصاء، وإنشاء صندوق وطني لضحايا العنف من الأقليات، وتكفل الدولة بهم حتى لا يتم استغلالهم من قوى خارجية، وإنشاء هيئة خاصة تابعة للأمم المتحدة لتقييم أداء الدول ذات الأقليات المتنوعة، وإقرار عقوبات رادعة للدول التي لا تلتزم بحماية الأقليات التي تقطن في إقليمها.

ويرى الكاتب أنه في ظل الانكشافات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تعانيها المنطقة العربية، وارتفاع مؤشرات التخلف السياسي والاجتماعي في معظم دوله، جاءت ثورات الربيع العربي أملاً في إرساء الديمقراطية وترسيخ حقوق الإنسان، ولكن هذه الثورات فشلت لعدة عوامل داخلية وخارجية، وأسست للفوضى وعدم الاستقرار السياسي، وكانت سببًا رئيسيًا في زيادة حالات العنف، وانتشار الأفكار المتطرفة والتحريضية ضد الآخر، ما جعل الأقليات عرضةً للخطر أكثر من السابق، حيث أدّت هذه الفوضى إلى هجرة العديد من أبناء الأقليات في الدول المتضررة من ثورات الربيع العربي إلى دول مجاورة أو إلى الخارج؛ حفاظاً على هويتها من الزوال، مما سيؤثر على التنوع والتعدد الذي تتميز به المنطقة العربية.

وانطلاقاً من الطرح السابق، يتمحور الكتاب في الإجابة عن تساؤل رئيسي، هو: ما تأثير الأقليات العرقية في دول العراق وسوريا ولبنان على الاستقرار السياسي خلال الفترة 2011-2020؟