ستيباناكرت (أذربيجان): انتخبت منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها رئيساً انفصالياً جديداً السبت، وسط تصاعد التوتر بين أذربيجان وأرمينيا.
وانتخب نواب هذه المنطقة الجبلية التي تسكنها أغلبية من الأرمن غير أنه يُعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، بأغلبية 22 صوتاً سامفيل شهرمانيان (45 عاماً)، الذي كان رئيساً لمجلس الأمن في الحكومة الانفصالية.
وهو يخلف أراييك هاروتيونيان الذي استقال في الأول من أيلول/سبتمبر.
وقبل تصويت النواب الانفصاليين، وصفت أذربيجان اختيار البرلمان الانفصالي رئيسًا جديدًا بأنّه "خطوة جديدة استفزازية للغاية".
وقالت وزارة الخارجية في باكو في بيان إنّ "هذا انتهاك واضح لسيادة أذربيجان وسلامتها الإقليمية وهو غير مقبول ولا يمكن تقبّله بأيّ حال من الأحوال".
سيادة أذربيجان
من جهتها، أعلنت تركيا، حليفة باكو، أنها "لا تعترف بهذه الانتخابات غير الشرعية التي تشكل انتهاكاً لسيادة أذربيجان ووحدة أراضيها".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إنّ "هذه الخطوة تشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ومبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وتراجعت شعبية هاروتيونيان، خصوصاً بسبب الشح الناجم عن إغلاق أذربيجان في أوائل تموز/يوليه الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بأرمينيا.
وقال قبل استقالته إنّ "الصعوبات التي تشهدها البلاد قوّضت إلى حد كبير الثقة في الحكومة، وخصوصاً في الرئيس".
وتأتي هذه الانتخابات مع تصاعد التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، وسط تبادل الاتهامات بين الدولتين المتخاصمتين في القوقاز بشنّ هجمات عبر الحدود في الأشهر الأخيرة.
واتهمت أرمينيا الخميس أذربيجان بالتحضير "لاستفزاز عسكري" من خلال حشد جنود على طول الحدود المشتركة بينهما وبالقرب من ناغورني قره باغ.
وستستضيف أرمينيا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في إشارة جديدة إلى جهودها للنأي بنفسها عن حليفتها التقليدية روسيا.
وندّدت وزارة الخارجية الأذربيجانية الجمعة بـ"التلاعب السياسي الكاذب الجديد".
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين من أجل السيادة على ناغورني قره باغ.
وانتهت الحرب الأخيرة بين باكو ويريفان في العام 2020، بهزيمة أرمينيا التي اضطُرّت إلى التنازل عن أراضي في أذربيجان وفي ناغورني قره باغ ومحيطها.
وتعثّرت عملية السلام منذ ذلك الحين، على الرغم من جهود الوساطة التي تبذلها روسيا التي تتمتّع بنفوذ تاريخي في هذه المنطقة، والأوروبيين والولايات المتحدة.
التعليقات