طهران: التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عائلات أفراد من قوات الأمن قضوا خلال احتجاجات العام الماضي التي أعقبت وفاة مهسا أميني، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي السبت، تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشابة الكردية.

وأوضحت وكالة "إرنا" أن رئيسي استقبل خلال زيارته مدينة مشهد (شمال شرق)، عائلات أربعة عناصر من قوات الأمن لقوا حتفهم في ثاني كبرى مدن الجمهورية الإسلامية بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2022.

وقضى الأربعة في وقت كانت أنحاء مختلفة من إيران تشهد تحركات احتجاجية على وفاة أميني في 16 أيلول/سبتمبر 2022 بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

وقتل المئات خلال الاحتجاجات بينهم عشرات من قوات الأمن، وتم توقيف الآلاف وتنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة أشخاص على خلفية قضايا مرتبطة بها، قبل أن تتراجع حدتها أواخر العام الماضي.

وكانت الرئاسة الإيرانية أعلنت الخميس أن رئيسي التقى أقارب اثنين من عناصر قوات الأمن الذين قُتلوا في طهران.

وأشاد رئيسي بـ"الفشل الفاضح لمشروع الأعداء في إثارة الشغب في إيران ووقف الانجازات الوطنية للنظام والثورة الإسلامية في العام المنصرف".

ونقل عنه الموقع الالكتروني للرئاسة قوله إن "الأجواء الوطنية تبشّر بالانجاز والتقدم في كافة المجالات ويقع الأعداء في حالة الضعف والأفول رغم مساعهم لإثارة الشغب في الوطن بغية وقف الحراك الإيراني نحو الأمام".

ويزور رئيسي مشهد حيث مرقد الإمام علي ابن موسى الرضا، ثامن الأئمة لدى الشيعة الإثني عشرية، في ذكرى مقتله. وهذه المناسبة التي تصادف السبت، هي يوم عطلة رسمية في إيران.

واستعدت السلطات لحلول ذكرى وفاة أميني من خلال إجراءات حازمة تهدف الى الحؤول دون أي أعمال تؤثر على "الاستقرار" وتعيد الى الشوارع مشاهد احتجاجات 2022 التي اعتبرها المسؤولون بشكل عام "أعمال شغب" مدعومة من أطراف خارجية.

تحريض على "الشغب"
وأفادت وسائل إعلام محلية في الأيام الماضية عن توقيف المئات في محافظات عدة للاشتباه بقيامهم بتحريض السكان على التظاهر إحياء لذكرى أميني.

وأوردت وكالة "تسنيم" السبت أن قوات الأمن أوقفت عددًا من الأشخاص "على صلة بتنظيمات معادية للثورة" في محافظة كردستان بغرب البلاد، كانوا يعملون على "خلق الفوضى... وزعزعة الأمن".

الى ذلك، نقلت وكالة "مهر" عن الشرطة تأكيدها توقيف أفراد في محافظة خراسان الشمالية بشمال شرق البلاد، كانوا يحضون السكان على "الشغب".

من جهتها، تحدثت "إرنا" عن تحديد هويات "97 مستخدماً لشبكة الانترنت" في مدينة أصفهان (وسط) كانوا يسعون الى التأثير على الرأي العام "لمناسبة الذكرى السنوية لأعمال الشغب".

واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية في الخارج السلطات الإيرانية بتكثيف حملة توقيف شخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات، مع قرب حلول ذكرى وفاة أميني خصوصا في مناطق كانت نقطة ثقل في التحركات، لاسيما مسقطها محافظة كردستان (غرب).