إيلاف من الرباط: قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغييفا، اليوم الخميس بمراكش، إن الإطار المشترك الذي بلورته مجموعة العشرين، يظهر إشارات مشجعة، بالرغم من التأخر الذي يجب تداركه في تنفيذه لمساعدة الدول على إعادة هيكلة ديونها.

وذكرت غورغييفا، خلال مؤتمر صحافي، عقدت بمناسبة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تتواصل أشغالها إلى غاية 15 أكتوبر الجاري بمراكش "إن الإطار المشترك لم يحقق على نحو سريع النتائج المتوقعة من قبل من سعوا إلى استعماله لإعادة هيكلة ديونهم، ولكننا نشهد إشارات مشجعة".

وأضافت أن هذا التأخر يتم تداركه تدريجيا، موضحة أنه من الضروري، على سبيل المثال، الانتظار 11 شهرا لمساعدة تشاد، وتسعة أشهر بالنسبة لزامبيا، وستة أشهر لسريلانكا، وخمسة أشهر لغانا.

وأشارت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي إلى أن الهدف، حاليا، هو الحفاظ على هذا المسار الإيجابي، مضيفة أن المشاورات بشأن هذا الموضوع جارية مع دول أخرى، بما في ذلك إثيوبيا، لتحقيق نتائج أفضل.وأشادت غورغييفا، من جهة أخرى، بالطابع المتنوع لهذا الإطار المشترك، الذي يجمع لأول مرة الدائنين التقليديين لنادي باريس والدائنين الجدد، وهم الصين، والسعودية، والهند والبرازيل، والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى العاملين في القطاع الخاص.

ونبهت من أن "هذا التنوع يتطلب المتابعة المستمرة بالرفع من فعالية وسرعة هذا النظام، دون التخلي عنه، لأن غيابه سيكون بمثابة العودة إلى بيئة أقل توقعا بكثير".

وبخصوص إلغاء الديون، شددت المديرة العامة للصندوق على أن تنفيذ مثل هذا الإجراء سيكون "صعبا للغاية"بسبب تعدد الدائنين والاختلاف في التكوينات.

وللمضي قدما في إعادة هيكلة الديون، رأت أنه ينبغي إعطاء الأولوية لتقييم واقعي وموضوعي للوضعية في كل بلد، بمشاركة جميع الفاعلين المعنيين.وخلصت غورغييفا إلى أن هناك حاجة أيضا إلى الابداع، مشيرة إلى جهود صندوق النقد الدولي لتسريع إعادة هيكلة الديون أثناء الوباء.

اقتصاد المغرب
وقالت غورغييفا إن الاقتصاد المغربي يتسم بالدينامية والتنوع ويتطلع نحو المستقبل.

وأبرزت غورغييفا أن المغرب انخرط في سلسلة من الإصلاحات خلال العقود الأخيرة، والتي مكنته من مضاعفة الناتج الداخلي الخام وإرساء دعائم اقتصاد يتسم ب" الدينامية والتنوع ويتطلع نحو المستقبل".

وأشادت غورغييفا بصمود الاقتصاد المغربي في مواجهة مختلف الصدمات، وذلك بفضل إطلاق حزمة من الإصلاحات لتمكين المملكة من مؤسسات متينة ورؤية واضحة وقدرة أفضل على التكيف مع السياق الحالي الذي يتسم بتواتر الأزمات.

في سياق ذلك، قالت غورغييفا إن المغرب نموذج يحتذى في هذا المجال، بفضل جهوده الكبيرة لتعزيز الأسس الماكرو اقتصادية وقدرته على الصمود.كما نوهت بالتدبير السريع والفعال لتداعيات زلزال الاطلس الكبير ، والزخم التضامني الذي أبان عنه المغاربة في مواجهة هذه المأساة، مذكرة بالزيارة التي قامت بها الاثنين الماضي إلى الثانوية الإعدادية الأطلس الكبير ببلدة أسني (إقليم الحوز)، حيث اطلعت على التدابير المتخذة لضمان عودة سريعة للأطفال إلى فصولهم الدراسية.
من جهة أخرى، توقفت المسؤولة ذاتها عند إنجاز المغرب في كأس العالم قطر 2022، كأول بلد إفريقي وعربي يبلغ الدور نصف النهائي، مشيرة إلى أن أداء أسود الأطلس يعد "مصدر إلهام"حقيقي مما يدل على "أن فريقا جيدا بإمكانه دوما تحقيق أهدافه من خلال العمل".