بغداد: نزل الآلاف الجمعة في مدن عربية وفي إيران وباكستان وأفغانستان بتظاهرات دعماً للفلسطينيين وتنديداً بالقصف الاسرائيلي على قطاع غزة، في سابع أيام الحرب بين الدولة العبرية وحماس التي أعقبت هجوماً مباغتاً شنّته الحركة على اسرائيل.

وفي وسط بغداد، غصّت ساحة التحرير بآلاف المتظاهرين الذين لبّوا دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وردّد المشاركون هتافات "كلا كلا للاحتلال" و"كلا كلا أميركا" و"كلا كلا اسرائيل".

كما رُسم علم اسرائيلي ضخم على الأرض ليدوس عليه المتظاهرون، كما شاهد مصوّر في فرانس برس.

ورفع المتظاهرون الأعلام العراقية والفلسطينية، وصور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.

وقال أبو كيان أحد منظمي التحرك والمنتمي الى التيار الصدري لفرانس برس إن "التظاهرة هي شجب واستنكار لما يحصل في فلسطين المحتلة، ما يحدث من سفك دماء وانتهاك حقوق".

وأطلقت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل.

وقتل أكثر من 1300 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء الهجوم، وبينهم 258 جنديًا، وفق آخر حصيلة للجيش، ووصل عدد الجرحى إلى أكثر من 3200، وبلغ عدد الرهائن الذين ثبت أنهم محتجزون حوالى 120.

في القطاع المحاصر، قتل 1799 فلسطينيًا بينهم 583 طفلا وجرح أكثر من 7388 مواطنا جراء القصف الإسرائيلي المكثف رداً على العملية، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.

في الأثناء، ينزح الآلاف من الفلسطينيين من غزة الجمعة اتجاه الجنوب بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي ورفضتها حماس وأكدت الأمم المتحدة أنها تشمل 1,1 مليون شخص وستكون لها تبعات "مدمّرة".

"الموت لإسرائيل!"
في شمال البحرين، هتف مئات المصلّين داخل مسجد الدراز "الموت لإسرائيل!" و"الموت لأميركا!" قبيل صلاة الجمعة. ثم شاركوا في مسيرة احتجاجية مع مئات ارتدى معظمهم الكندورة التقليدية ووضع بعضهم كوفيات فلسطينية على أكتافهم أو رؤوسهم.

في وسط المنامة، شارك أكثر من مئة بحريني في تظاهرة أخرى. وحمل كثرٌ صور ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة ولافتات كتبوا عليها شعارات داعمة للفلسطينيين ومندّدة بالتطبيع. وهتفوا بالقول "الشعب يريد إسقاط التطبيع".

في الدوحة، في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، أكبر مساجد قطر، نُظمت وقفة تضامنية بعد صلاة الجمعة دعمًا للفلسطينيين، وفق وسائل إعلام محلية. وحمل الحشد أعلام فلسطين وهتفوا بالقول "بالروح بالدم نفديك يا الأقصى".

أما في اليمن، فقد تظاهر الآلاف في مدن عدة. وسارت جماهير غفيرة في شوارع مدن كبيرة خاضعة لسيطرة للحوثيين المدعومين من إيران، أبرزها صنعاء وصعدة والحديدة، وفق ما أفادت وسائل إعلام تابعة للمتمردين. وحملت الحشود خلال المسيرات أعلامًا فلسطينية عملاقة ولافتات تدعو إلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية.

في لبنان، شارك نحو ألف شخص في تظاهرة دعا إليها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، حاملين الأعلام الفلسطينية ورايات الحزب، ولافتات كُتب عليها "لبيك يا غزة".

وأكّد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلال التظاهرة جهوزية حزبه "متى يحين وقت أي عمل" للتحرك ضد إسرائيل دعماً للفلسطينيين.

في القاهرة، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مئات المتظاهرين يرددون هتافات تضامن مع غزة في الجامع الأزهر. وكانت جامعة الأزهر قد اعتبرت في بيان الخميس أن على الحكومات العربية والإسلامية أن تتخذ "موقفاً موحداً في وجه الالتفاف الغربي اللاإنساني الداعم للكيان الصهيوني".

وفي غضون ذلك، تظاهر آلاف الأردنيين وسط العاصمة عمان ومدن أخرى عقب صلاة الجمعة تضامنا مع قطاع غزة ودعما "للمقاومة" الفلسطينية. في عمان، شارك أكثر من 20 ألف شخص، وفق تقدير مصادر أمنية ومصوري فرانس برس، في تظاهرة انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير، تلبية لدعوات من جماعة الاخوان المسلمين في الأردن ومجموعات يسارية وأخرى شبابية.

في الجزائر، تظاهر نحو ألفي شخص كذلك تضامناً مع الفلسطينيين، كما شاهد مصوّر في فرانس برس، مرتدين الكوفيات.

في تونس، تظاهر كذلك نحو ألف شخص تعبيراً عن تضامنهم مع الفلسطينيين.

في الوقت نفسه، نزل الآلاف الى الشوارع في طهران ومدن إيرانية أخرى دعما لقطاع غزة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام الجمهورية الإسلامية ورايات حزب الله وحملوا لافتات كتب عليها "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، على ما أفاد صحافي في فرانس برس.

كما جرت تظاهرات في مدن أخرى عبر إيران أحرق المحتجون خلالها أعلامًا أميركية وإسرائيلية.

وتدعم إيران حركة حماس الفلسطينية عسكرياً ومالياً.

وتظاهر الآلاف في باكستان بعد صلاة الجمعة احتجاجًا على القصف الإسرائيلي اعلى قطاع غزّة.

وفي أفغانستان، شارك مئات الأشخاص أيضًا في تظاهرات داعمة للفلسطينيين في العاصمة كابول وفي جلال آباد في الشرق نُظّمت بمبادرة من سلطات طالبان.

في فرنسا، حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس إسرائيل الى رد "قوي وعادل" على العملية "الإرهابية"، أمر وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحظر "التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين لأنها من المحتمل أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام".