إيلاف من لندن: شهد العراق قيام فصائله المسلحة بقصف القوات الأميركية في قواعدها في البلاد بينما تسارع السلطات الى الاطمئنان على سلامتها تنفيذاً لاتفاقات رسمية مشتركة.
وقد عاودت الفصائل العراقية المسلحة المنضوية تحت مسمى "المقاومة الاسلامية في العراق" استهداف القوات الاميركية خلال الساعات الأخيرة في قاعدتي "فكنوريا" قرب مطار بغداد الدولي وعين الاسد" في محافظة الانبار الغربية من دون ايقاع اصابات بين أفراد تلك القوات المتمركزة فيهما.
فقد استهدفت الفصائل العراقية المسلحة فجر اليوم بالصواريخ والطائرات المسيرة قاعدة عين الأسد العراقية التي تستضيف قوات أميركية كما وجهت رشقات صاروخية ضد قاعدة "فكتوريا " الأميركية فيما عثرت السلطات الامنية العراقية على قاعدة الصواريخ التي نفذت منها العملية من منطقة بضواحي العاصمة.

معروف أن المليشيات المنضوية في هيئة "المقاومة الاسلامية في العراق" التي تتبنى عمليات استهداف القوات الأميركية تنشط بعلم ودراية الحكومة العراقية التي يقودها "الإطار التنسيقي" الذي يضم القوى السياسية الشيعية الموالية لايران.

وزير الدفاع في عين الأسد
وقد وصل اليوم الى قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار الغربية وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في زيارة مفاجئة لمتابعة الوضع الأمني هناك ثم تفقد القطعات العسكرية الماسكة للشريط الحدودي بين الاراضي العراقية والسورية يرافقه عدد من القادة العسكريين.
وأشارت مصادر أمنية الى أن الوزير قد اطلع على آثار القصف الذي استهدف القاعدة والاجراءات الأمنية المتخذة لحمايتها والقوات الموجودة فيها بعد تم استهدافها عدة مرات خلال الاسبوع الحالي.
وتأتي هذه التطورات في وقت رفعت فيه واشنطن مستوى التأهب تحسباً لهجمات المليشيات العراقية التي تدعمها إيران في ظل تصاعد حاد في التوتر في المنطقة بسبب الهجوم الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى ضد اسرائيل التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية في السابع من الشهر الحالي.


قادة انطلقت منها صواريخ فجر الجمعة 20 أكتوبر 2023 استهدفت قاعدة فكتوريا في مطار بغداد الدولي (تويتر)

حماية القوات الأميركية
وكان الوزير العراقي العباسي قد وقع في واشنطن في التاسع من آب/ أغسطس الماضي مع نظيره الأميركي لويد أوستن بياناً مشتركاً ينص على "التزام العراق بحماية الأفراد والمستشارين الأميركيين والتحالف الدولي والقوافل والمنشآت الدبلوماسية.. مشيراً الى أنه "لا توجد قوات أميركية لها دور قتالي في العراق وأن جميع الأفراد العسكريين الأميركيين لا يزالون في العراق بدعوة من حكومة العراق للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات الاستخبارية لدعم معركة العراق لضمان الهزيمة الدائمة لداعش".
ونوه البيان المشترك الى أن الجانبين "ناقشا الجهود المبذولة لبناء القدرات المؤسسية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدة العسكرية الأميركية وبرامج التعاون الأمني بما في ذلك التمويل العسكري والمبيعات العسكرية الخارجية".. كما تشاورا حول "فرص توسيع المشاركة العراقية في التدريبات العسكرية بقيادة القيادة المركزية الأميركية".

"غادروا العراق أيها الأشرار"
يشار الى أن العراق كان قد أعلن رسمياً تحول مهام القوات الأميركية في البلاد إلى استشارية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2021 ضمن الاتفاق الموقع بين البلدين وبعدد لا يتجاوز ألفي عسكري حيث توجد تلك القوات في ثلاثة مواقع رئيسية عراقية هي قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار الغربية وقاعدة حرير شمال مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الشمالي، إضافة الى معسكر فيكتوريا بجوار مطار بغداد الدولي.
وكانت كتائب حزب الله العراقية الموالية لايران قد شددت الاثنين الماضي على ضرورة "مغادرة هؤلاء الأشرار البلاد" في إشارة إلى الأميركيين وتوعّدتهم في حال لم يفعلوا ذلك "فإنّهم سيذوقون نار جهنّم في الدنيا قبل الآخرة".
وتؤكد السلطات العراقية أنّ وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية 2021 وأنّ المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط وفي هذا الإطار لا يزال 2500 جندي أميركي وألف جندي من دول التحالف الدولي ضد داعش منتشرين في ثلاث قواعد عسكرية عراقية.