وُصِفَت كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مؤتمر السلام الذي انعقد في القاهرة لبحث الحرب في غزة ومستقبل عملية السلام، بأنها من أجرأ كلمات القادة الذين تحدثوا على مرأى ومسمع الوطن العربي والعالم بأسره.

حق الفلسطينيين بأرضهم
فقد وصف السوداني إسرائيل بالكيان الصهيوني وهو تعبير وبكل أسف لم يعد يُستخدَم في منطقتنا العربية من قبل الحكومات الرسمية في زمن بات التطبيع مع إسرائيل هو الطبيعي والمتوقع.

وقال السوداني: "نشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح المعابر الحدودية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة ومن ثم العمل بعد ذلك على ضمان تبادل آمن وشامل للأسرى والمعتقلين"

ووصف ما حدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية" لاسيما بعد قصف مستشفى المعمداني في القطاع بهجوم راح ضحيته المئات بين قتيل وجريح، وهو بكل المقاييس جزء من جريمة حرب ترتكبها إسرائيل في القطاع منذ السابع من أكتوبر في مشهد بات لا يمكن السكوت على بشاعته.

وتحدث رئيس الوزراء العراقي عن حق الفلسطينيين في العيش على ارضهم دون مستوطنات ودون خوف من تهجير او لجوء. ووصف الفلسطينيين بانهم "أصحاب الأرض والقضية ولا يحق لاي دولة عربية تقرير مصيرهم او مكانهم".

ودعا السوداني الى وقف ما وصفه بـ"تذويب القضية الفلسطينية ومحاولة دفنها وهو ما اثبت فشله". واتفق معه عدد من القادة الذين تحدثوا في القمة بانه قد حان الوقت للانخراط في محادثات تفضي لحل القضية الفلسطينية حتى ينعم الفلسطينيون بدولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.



تجاوزات إسرائيل
واعتبر السوداني ان غزة تشكل اليوم امتحانًا جديدا للنظام العالمي الذي فشل مرات عدة في تطبيق ما ينادي به من قيم الإنسانية والعدل والحرية وكانت ومازالت فلسطين شاهدا حيًا على هذا الفشل.

‏وحذر رئيس وزراء العراق من أن خرق إسرائيل المستمر للقوانين بما فيها قوانين الحرب سيؤثر على الأمن الدولي واستدامته، وقد يمتد الصراع إقليميًا بما يهدد إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية ويضيف إلى أعباء الأزمات الاقتصادية العالمية عبئا آخر ويفتح الباب على صراعات أعمق وأوسع.

ولاقت الكلمة تفاعلاً واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي اذ اعتبرها كثيرون الاجرأ والأكثر انحيازًا لجانب الفلسطينيين خلال مؤتمر السلام بالقاهرة

انتهاك القرارات الدولية
وأكد رئيس الوزراء العراقي ان القضية الفلسطينية ما كانت لتصل إلى هذه الأوضاع المأساوية لو أن القرارات الدولية جرى احترامها، ولو أن الهيئات الدولية تولت مسؤولياتها واستمعت إلى شعب لا يطلب سوى منحه حقوقه المشروعة في تقرير المصير والاستقلال والسيادة.
وأضاف ان العراق يرفض بشدة محاولات إفراغ قطاع غزة من أهله، ولا مجال للحديث عن إعادة التوطين أو خلق معسكرات للجوء أو غير ذلك من دعوات عفا عليها الزمن، وليس من مكان للفلسطينيين إلا أرضهم.

ودعا السوادني الى رفع الحصار بشكلٍ كامل عن قطاع غزة، كما طالب بإنشاء صندوق لدعم وإعمار القطاع مشيرًا الى ان بغداد لن تتأخر عن تقديم أي مساعدة ممكنة.

وتتفق كلمة السوداني مع مواقف بغداد منذ اليوم الأول لاندلاع حرب في غزة اذ انخرطت الحكومة العراقية في جهود حثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي، وإغاثة شعب غزة الذي فقد الالاف من أبنائه في أسبوعين فقط.

مواقف داعمة لفلسطين
وكان السوداني قد دعا روسيا خلال اجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين الى استخدام ثقلها في مجلس الامن لاستصدار قرار من شانه وقف آلة الحرب الإسرائيلية عن الفتك بالفلسطينيين وتشرديهم.

كما دعا الخارجية العراقية الى عقد مؤتمر طارئ للجامعة العربية. وعملت حكومة السوداني على تعبئة المساعدات وارسالها الى مطار العريش بمصر حتى تكون في طليعة المساعدات التي تدخل غزة.

وأعلن السوداني الحداد العام في العراق على أرواح شهداء مستشفى المعمداني في لفتة تدل على ان بغداد تتعامل مع القضية الفلسطينية على انها قضيتها وستبقى كذلك ما دام في العراق رجال لا يأبهون سوى بعودة الحق الفلسطيني لأهله.