مع بداية الأسبوع الثالث من التصعيد بين إسرائيل وحماس، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته الافتتاحية لقمة القاهرة للسلام: "لن نرحل وسنبقى في أرضنا".

وتسعى مصر دعا من خلال القمة التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي لوضع حد للحرب الدائرة، حيث ركز المشاركون فيها على أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت أسبوعها الثالث.

وإذ أجمعت غالبية المواقف على ضرورة وقف التصعيد وإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية وفقًا لحلّ الدولتين، طالبت السعودية والأردن المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاحترام القانون الدولي وعدم التعرض للمدنيين.

غياب
وغاب عن القمة الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه ينوي التوجه المنطقة قريبًا سعيا للتهدئة وتخفيف حدة النزاع.
وشارك في القمة قادة من بلدان أوروبية هي إسبانيا واليونان وكندا وإيطاليا، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس جنوب أفريقيا.
ويحضر القمة قادة لبلدان عربية هي الأردن والإمارات والبحرين وقطر ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

السيسي
وفي افتتاح القمة، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن العالم "أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة". وطالب بـ"الوقف الفوري للحرب، والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية"، وقال "إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث في كل الأحوال على حساب مصر أبدا".

عبّاس
وإذ رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تهجير الفلسطينيين، مكررا عبارته: "لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا"، قال: "حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار".

وحذّر من "محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة أو الضفة أو القدس"، مشددًا على أن الفلسطينيين "لن يتركوا أرضهم".

وقال: "شعبنا يواجه عدوانا وحشيا ينتهك القانون الدولي الإنساني ونطالب بوقفه على الفور"، مضيفا: "نرفض استهداف المدنيين من الجانبين وندعو لإطلاق سراح كافة الأسرى والمحتجزين".

وتابع: "الأمن والسلام يتحققان بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. فدوامة العنف تتجدد كل فترة بسبب غياب العدالة والحقوق المشروعة لشعبنا".

ودعا عباس، مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته في حماية الشعب والاعتراف بدولة فلسطين".

الموقف السعودي
وطالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية"، وقال: "نعبر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن".

وكرر وزير الخارجية السعودي موقف بلاده من الحرب قائلا إن المملكة تؤكد على رفضها لانتهاكات القانون الدولي من أي طرف.

وإذ طالب يفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات إلى قطاع غزة، أكد أن "السعودية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه وترفض محاولات إسرائيل لتهجير سكان غزة قسرا".

الأردن
من جانبه، دعا الملك عبد الله الثاني إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين". وخاطب القيادة الإسرائيلية قائلاً: "لا يوجد حل عسكري للمخاوف الأمنية، ولا يمكن الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال، مشددًا على أن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين".وطالب الملك الأردني بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية"

البحرين
وقال العاهل البحريني إن بلاده "اتخذت خيارها الاستراتيجي للسلام لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار"، في إشارة لاتفاقية إبراهيم التي أقامت المملكة الخليجية الصغيرة بموجبها علاقات مع إسرائيل عام 2020.

ومع ذلك، أكد موقف البحرين "الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني"، بما في ذلك "الرفض القاطع لتهجير شعب غزة من أرضه وأرض أجداده".

وتابع: "يجب توفير الحماية للمدنيين من انعكاسات الحرب وإطلاق جميع الأسرى والرهائن والمحتجزين. وأكد على أن حل الدولتين هو الضمانة الحقيقية للتعايش بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

الإمارات
وأكد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ان بلاده تعمل على الوقف الفوري لإطلاق النار خلال المرحلة الحالية. وتضع في أولوياتها تقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.

وقال إن دولة الإمارات تواصل تكثيف جهودها منذ اندلاع الصراع سواء من خلال الاتصالات الثنائية، أو التحرك داخل مجلس الأمن الدولي من أجل احتواء الموقف وتأكيد رفض استهداف جميع المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم وتوفير الدعم الإنساني دون عوائق.

ورأى أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء.. فلا تنمية في غياب السلام".
وشدد الرئيس الإماراتي على ضرورة التصدي للأصوات التي تحاول استغلال الصراع لبث خطاب الكراهية والترويج لها لما لذلك من آثار خطيرة على التعايش والسلم ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما في العالم أجمع.
كما أكد أن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية دينية واقتصادية واستراتيجية كبرى بالنسبة للعالم أجمع، معتبرا ان استقرارها مصلحة عالمية والعمل على تعزيز السلام فيها مسؤولية دولية.

العراق
من جهته، تساءل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في كلمته قائلا: "ألم يحن الوقت لوقف المعاناة عن الفلسطينيين؟"، مضيفا: "متى نقر أن الظلم لا يبني سلاما ولا استقرارا؟".

والتأمت القمة تزامنا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمت 20 شاحنة محملة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.

قطر
وشارك أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قمة القاهرة للسلام بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، من دون أن يلقي كلمة خلال القمة التي حضرها برفقة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ووفد رسمي.

غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأى أنه "حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع"، في إشارة إلى الحرب بين حماس وإسرائيل. وحض الطرفين على "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، وطالب بـ"استمرار وعدم تقييد المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر".

وبينما أكد على ضرورة حل الدولتين لإنهاء هذا الصراع، دعا إسرائيل للعمل على تحقيق ذلك، وقال: "يجب الالتزام باتفاقيات جنيف وتجنب استهداف المدنيين والبيوت والمستشفيات".

واعتبر ان "حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار ، داعيًا للعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل".
وتابع: "بالأمس ذهبت لمعبر رفح ووجدت كارثة إنسانية على ناحية، وعلى الناحية الأخرى شاحنات تحمل مساعدات"، موضحا أن "شعب غزة بحاجة إلى إرسال المزيد من المساعدات ونعمل مع كل الأطراف المعنية لحل هذه المشكلة". هجوم حماس وقصف غزة "انتهاك للقانون الدولي"

تصريحات أوروبية
رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني طالبت بـ"تجنب تصعيد هذه الأزمة، محذّرة من فقدان السيطرة على العواقب".
وإذ أشارت إلى ضرورة "استئناف المبادرة السياسية لحلّ بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين، قالت: مصلحتنا المشتركة تقتضي منع تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضافت: يتعين على المجتمع الدولي منع تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس ووضع خارطة طريق لحلّ الدولتين بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي على "حق الفلسطينين في تقرير مصيرهم بما يشمل حلّ إقامة دولتين".

وفي كلمته أمام القمة ذاتها، قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن عملية السلام المتعلقة بالصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ينبغي لها أن تستمر على أساس حل إقامة دولتين.

وتابع ميتسوتاكيس: "لا يمكن لأي تدخل عسكري أن يحل محل حل سياسي قابل للتطبيق".

بدوره، دعا رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامابوسا، كافة الدول المعنية إلى الامتناع عن مد أي من جانبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بالأسلحة.

وقال رامابوسا إن "استخدام إسرائيل القوة وقصف قطاع غزة ينتهك القانون الدولي".
وأضاف: "نتمسك بوجهة نظر ثابتة بأن الهجوم على مدنيين في إسرائيل والحصار المستمر على غزة وقرار تهجير سكان غزة قسرا، إلى جانب الاستخدام العشوائي للقوة من خلال القصف، هي انتهاكات للقانون الدولي".دعوة لـ"وقف فوري لإطلاق النار"

بريطانيا
قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان باسم المملكة المتحدة: أنا متأكد من أننا جميعا نتشاطر الاشمئزاز من أعمال حماس الإرهابية القاتلة، واستهداف المدنيين، وقتل الأطفال، وتمثيل الجثث. وأنا متأكد من أننا جميعا نشعر بالأسى إزاء محنة المدنيين الفلسطينيين في غزة
يجب علينا أن نعمل معًا لمنع الوضع المأساوي في غزة من أن يتحول إلى صراع إقليمي لأن هذا هو بالضبط ما تريده حماس.

أبو الغيظ وميشال
وقال أبو الغيط: على المجتمع الدولي وضع حد لقصف إسرائيل على غزة محذّرا من الانجراف نحو صراع ديني قد يتسبب بتوسيع رقعة المواجهة.

من جهته رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، شكر الرئيس المصري على مبادرته بعقد قمة السلام في ظل الصراع الجاري، وقال في افتتاح قمة "القاهرة للسلام": ندين الهجوم الإرهابي الذي قامت به حماس ضد إسرائيل، ويجب توفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة والتنسيق مع مصر في هذا الشأن.

غريفيث
وبالتزامن مع فتح معبر رفح صباح اليوم لإيصال مساعدات إغاثية، أكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث في بيان نشره: "أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود، إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة وبدون عوائق".