طوكيو: يسعى وزراء خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون الأربعاء في طوكيو، الى صوغ موقف مشترك حيال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مع تأكيدهم أنها لن تؤثر على دعمهم "القوي" لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.
ومن المتوقع أن يصدر وزراء الخارجية بيانا مشتركا في وقت لاحق اليوم، يدعون فيه الى "هدنات انسانية" في غزة، من دون الحضّ على وقف إطلاق النار الذي ما تزال تعارضه في الوقت الراهن الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا بعيد وصوله الى العاصمة اليابانية من جولة شرق أوسطية، المجموعة للتحدث بـ"صوت واضح" في ما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس.
من جهته، شدد وزير الخارجية الياباني يوكو كاميواكا ليل الثلاثاء على حاجة نظرائه في مجموعة الدول الصناعية على "دعوة الدول المعنية لإجراء هدنات انسانية وضمان الاغاثة، وهو شرط مسبق لمساعدة انسانية كافية ومتواصلة".
وفي أعقاب عشاء عمل ركّز على الوضع في غزة، أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس إن "مناقشات بنّاءة" جرت بين الوزراء حول هذا الموضوع الثلاثاء.
وأضاف أنّ هناك على ما يبدو "وحدة كبيرة" بين مواقف الوزراء بشأن ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية "بشكل عاجل" لقطاع غزة، إضافة الى الحاجة للتناقش بين دول مجموعة السبع والدول الأخرى في المنطقة بشأن مستقبل غزة وسبل الحؤول دون اتساع نطاق النزاع.
قصف جوي ومدفعي
واندلعت الحرب في أعقاب هجوم مباغت وغير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أدى الى مقتل 1400 شخص غالبيتهم من المدنيين وسقطوا عموما في اليوم الأول للهجوم، وتم احتجاز أكثر من 240 رهينة، بحسب السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، تنفذ إسرائيل قصفا جويا ومدفعيا على القطاع، وبدأت بشنّ عمليات برية في داخله، ما أدى الى مقتل أكثر من 10300 شخص، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعلنت إسرائيل مساء الثلاثاء أن جيشها بات "في قلب مدينة غزة" مع دخول الحرب مع حماس شهرها الثاني مجددة رفضها وقف إطلاق النار رغم الدعوات المتكررة لهدنة إنسانية.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كشف خلال حديث لقناة أميركية ليل الإثنين، أن بلاده تعتزم تولي "المسؤولية الأمنية الشاملة" في القطاع بعد انتهاء الحرب.
إلا أن الولايات المتحدة، أوثق حلفاء إسرائيل وأبرز داعميها عسكريا، أعربت عن معارضتها "إعادة احتلال" القطاع.
موقف موحد إزاء أوكرانيا
وأثارت الحرب بين إسرائيل وحماس والاهتمام الدولي الواسع بها، مخاوف في أوكرانيا من تراجع الاهتمام والدعم الغربي، والأميركي بالدرجة الأولى.
كما تصاعدت مخاوف كييف من أن يتضاءل دعم حلفائها لها في الوقت الذي فشل فيه هجومها المضادّ الذي تشنّه منذ حزيران/يونيو في إحراز نتائج ملموسة وتتزايد احتمالات تحوّل النزاع الراهن إلى حرب استنزاف طويلة.
لكن طوكيو شددت على أن مجموعة السبع (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا واليابان) "متّحدة" في "دعمها القوي" لأوكرانيا "حتّى في ظلّ الوضع الدولي الراهن".
وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان إنّه "نتيجة للمناقشات، اتّفق وزراء خارجية دول مجموعة السبع على أنّ (...) مجموعة السبع ستظلّ متّحدة في موقفها المتمثّل بفرض عقوبات صارمة على روسيا وتقديم دعم قوي لأوكرانيا حتّى في ظلّ الوضع الدولي الراهن".
وأضاف أنّ الوزراء أكّدوا كذلك أنّهم سيواصلون فرض "عقوبات صارمة" على موسكو، وتسريع جهود إعادة إعمار أوكرانيا على "المديين المتوسط والطويل"، ومتابعة "العمل نحو عملية سلام".
ونقل البيان عن وزير الخارجية الياباني كاميكاوا قوله إنّه على الرّغم من الحرب بين إسرائيل وحماس، فإنّ مجموعة السبع حريصة على إبلاغ المجتمع الدولي بأنّ التزامها دعم أوكرانيا "لن ينفد أبداً".
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن مجموعة السبع تعمل لتوفير المساعدة لأوكرانيا مع استعداد البلاد لامكان استهداف روسيا للشتاء الثاني تواليا، منشآت الطاقة، وهو ما أدى العام الماضي الى ترك آلاف الأوكرانيين من دون تدفئة في ظل درجات حرارة متدنية.
وقالت "من الواضح خصوصا في الوقت الراهن، أن بعض الأطراف في العالم يتابعون عن قرب كيف سنواصل دعم أوكرانيا... سنقوم بذلك مع كل ما نقوم به حاليا".
ومن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في اجتماع مجموعة السبع عبر الاتصال بالفيديو.
كوريا الشمالية
على صعيد آخر، أعلنت اليابان أنّ مجموعة الدول السبع "تدين بشدّة" شحنات الأسلحة الكورية الشمالية إلى روسيا والتجارب الصاروخية التي أجرتها مؤخراً بيونغ يانغ.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان إنّ "وزراء خارجية دول مجموعة السبع يدينون بشدّة إطلاق كوريا الشمالية بصورة متكرّرة صواريخ بالستية وكذلك أيضاً عمليات نقل الأسلحة من كوريا الشمالية إلى روسيا، الأمر الذي ينتهك بشكل مباشر قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
ونقل نائب كوري جنوبي عن أجهزة الاستخبارات في بلاده قولها الأسبوع الماضي أن بيونغ يانغ زوّدت موسكو بأكثر من مليون قذيفة مدفعية لعملياتها العسكرية في أوكرانيا، وفي المقابل تلقت مشورة فنية بشأن أقمارها الصناعية.
وفي منتصف تشرين الأول/أكتوبر، أفادت واشنطن بأن بيونغ يانغ سلّمت "أكثر من ألف حاوية" تحتوي على معدات عسكرية وذخيرة إلى روسيا في الأسابيع الأخيرة.
من جهته، شدد الكرملين على عدم وجود "أي دليل" على هذه الشحنات.
كما بحث اجتماع مجموعة السبع سبل التعامل مع الصين. وأكد وزراء الخارجية "مرة أخرى أنهم يدركون أهمية التعامل بصراحة مع الصين والتعبير عن مخاوفنا بشكل مباشر، مقرّين بأهمية العمل سويا مع الصين في التحديات الدولية إضافة الى المجالات ذات الاهتمام المشترك"، وفق البيان.
التعليقات