ليز جاكسون
بي بي سي نيوز
يقول زوجان حوصرا في الضفة الغربية مع اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس إنهما يعانيان من الصدمة والخوف على أقاربهما الذين يعيشون هناك.
وقال الفلسطينيان عماد القاسم وزينة رمضان، اللذان يعيشان في لندن، إن الأمر استغرق أيامًا حتى تمكنا من المغادرة مع طفلتهما.
ويقول الزوج والزوجة إنهما يعانيان من فقدان الشهية للطعام والأرق منذ عودتهما إلى العاصمة البريطانية.
وقالت زينة إنها "تعيش كابوساً" وتشعر "بالذنب لأنها غادرت الضفة الغربية".
وكان الزوجان يزوران اقاربهما في نابلس ثم سافرا إلى رام الله في وسط الضفة الغربية.
وكانا يتطلعان لزيارة بيت لحم والقدس، لكن كل هذا تغير عندما وصلتهما أنباء عن قيام حماس بشن هجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
عنف المستوطنين الإسرائيليين يجلب الدمار والخوف إلى الضفة الغربية مع احتدام الحرب
حرب غزة: تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية
"رعب الناس"
قال عماد إن "الناس بدأوا يشعرون بالخوف بعض الشيء" ونصحهم سائقو سيارات الأجرة بعدم السفر لأن "الوضع ليس آمنا"، لذلك ألغوا رحلتهم إلى بيت لحم وبقوا في رام الله على أمل أن تتحسن الأمور.
وبدلا من ذلك بات الوضع أسوأ. ومضى يقول: "لم أغادر المنزل على الإطلاق، وكان شخص ما يحضر الطعام إلى المكان الذي كنا فيه لأننا لم نكن قادرين على التحرك عملياً".
وقرر عماد و زينة إلغاء رحلاتهما الأخرى و"المغادرة في أسرع وقت ممكن" بمجرد إعادة فتح الحدود.
لكن تبين لهما أن الزوجة لا يمكنها العودة إلى لندن لأنها مواطنة فلسطينية على عكس الزوج الذي يحمل الجنسية البريطانية.
هل من أمل في العودة إلى طريق سلام حل الدولتين؟
ما هي حماس وماذا يحدث في إسرائيل وقطاع غزة؟
قال الزوج كان "قراراً صعباً" ترك زوجته وطفلته وراءه، وهو أمر ندم عليه لاحقاً.
وأضاف قائلا: "اعتقدت أنني لو كنت بالخارج، قد أكون في وضع افضل لإخراجهما".
وقالت زينة إنه على الرغم من نشأتها في المنطقة وكونها على دراية بها، إلا أن وجود ابنتها الصغيرة معها جعلها تشعر بمزيد من الخوف والقلق.
ومضت تقول: "لم يكن أحد يعرف ما إذا كان الطريق آمنًا، وكان زوجي يسأل السائق عما إذا كان هذا الطريق آمنًا و كان السائق يجيب لا نعرف، لا نعرف ما إذا كان الطريق مفتوحًا، ولا نعرف ما إذا كان آمنًا".
وتمكن القاسم من عبور الحدود ووصل إلى العاصمة الأردنية عمان، في حين عادت زوجته إلى نابلس، التي قالت إنها تحت الحصار.
وصلت هي وابنتها أخيرًا إلى عمّان بعد يومين وعادت إلى لندن في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن محنة الزوجين لا تزال مستمرة حيث يعيشان بعيدا عن أقاربهما في الضفة الغربية.
مراسل بي بي سي في غزة: "الحياة تغلق أبوابها في وجهي"
حرب غزة: كيف يواجه ذوو الإعاقة الفلسطينيون يوميات القتال؟
خمس حروب خاضها نتنياهو في غزة منذ انسحاب إسرائيل من القطاع، فماذا نعرف عنها؟
"مازلت أشعر بالذنب"
قالت زينة: "كان هذا الموقف هو أصعب شيء مررت به في حياتي على الإطلاق". و أضافت قائلة: "لم نكن نأكل بشكل صحيح، أو ننام بشكل صحيح، وكان جزء من عقلي يحاول أن يدرك، ماذا حدث، وكيف انفصلنا لفترة من الوقت كعائلة، وكيف اتخذت قرارًا بالمغادرة".
ومضت تقول:"شعرت بالذنب لأنني تمكنت من المغادرة، وما زلت أشعر بهذا الذنب".
وتضيف زينة: "رؤية الناس في الشوارع يعني أنهم يعيشون حياتهم الطبيعية ولكن تغير شيء ما في رأسي، إن ذلك يجعلك تشعر بأنك غير واقعي، ويجعلك تشعر وكأنك تقول أنا أعيش في كابوس، ما أراه ليس حقيقيا".
"ليس لدينا وقت للحزن"
رغم أن كل جيل من أفراد عائلتيهما تقريبًا عاش فترات من الصراع وأنها وابنتها وزوجها آمنون جسديًا في العاصمة البريطانية لندن، إلا أن زينة "لا تشعر بالأمان" حسب قولها.
وأضافت قائلة: "عندما تبدأ يومك فإنك تحتاج إلى بعض الوقت كي تدرك أنك لست موجوداً هناك، ولا يوجد شيء يمكنك فعله حيال ذلك سوى المضي قدمًا في حياتك".
وأوضحت: "هناك حزن جماعي، لكن ليس لدينا حتى الوقت للحزن، فهو حزن لا يتوقف".
ومضت تقول بينما تنساب دموعها: "إن هناك بعض اللحظات التي أنهار فيها حتى بسبب أشياء بسيطة، وهناك الكثير من الحديث عن توتر ما بعد الصدمة، لا أعاني من حالة ما بعد الصدمة، لأنه طيلة حياتي كلها أعيش في حالة توتر ما بعد الصدمة".
وتابعت قائلة: "أريد فقط أن تنتهي الحرب وبعد ذلك يمكننا التفكير في الحزن، أحتاج أن أكون قوية من أجل ابنتي".
تغطية إضافية من قبل أليس بهاندوكرافي
التعليقات