رام الله (الاراضي الفلسطينية): أغلقت المحال والمدارس والمكاتب الحكومية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية أبوابها الإثنين في إطار إضراب شامل للاحتجاج على القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وشمل الإضراب الذي دعا إليه محليا نشطاء من فصائل إسلامية ووطنية ومنظمات شبابية، أيضا المواصلات والبنوك وحتى المخابز التي نادرا ما كانت تشملها الاضرابات.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، شنت حركة حماس هجوما مباغتا على البلدات الحدودية جنوب الدولة العبرية ما اسفر عن مقتل 1200 شخص وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى جانب العملية البرية التي انطلقت في 27 من الشهر ذاته، إلى مقتل 18205 أشخاص، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وفي الضفة الغربية قتل نحو 270 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين، على ما تفيد وزارة الصحة الفلسطينية.

إضراب
يقول صاحب معرض سيارات كان يقف خارجه "الإضراب أقل ما يمكن أن نقدمه لغزة، مع أن الحالة الاقتصادية أصلا متوقفة سواء بإضراب أو لا".

ورفض صاحب المعرض ذكر اسمه خوفا من "الملاحقة الإسرائيلية لأصحاب المحال" التجارية، إذ أغلق الجيش الإسرائيلي مؤخرا عددا من المحال في رام الله وغيرها بدعوى "التحريض" عبر الانترنت، أو طباعة منشورات تحريضية.

وإلى جانب الإضراب، خرجت في مدينة رام الله مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة حيث مقر السلطة الفلسطينية.

هتافات
وهتف المشاركون دعما لقطاع غزة و"المقاومة". ومن بين الهتافات التي تم ترديدها "أبو عبيدة يا حبيب أضرب تل أبيب"، كما رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات كتب عليها "أوقفوا الحرب على غزة".

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله عصام أبو بكر لوكالة فرانس برس إن إضراب الإثنين "جزء من جهد عالمي للضغط على إسرائيل لوقف الحرب" ورسالة "من الشعوب إلى الحكومات في العالم للضغط على إسرائيل لوقف هذه الحرب على أهلنا في غزة".

وبحسب أبو بكر فإن الإضراب أيضا موجّه "ضد الولايات المتحدة" التي صوتت الجمعة ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إطلاق نار" في قطاع غزة.

في الخليل
وفي مدينة الخليل جنوبا، بدت شوارع المدينة خالية بشكل شبه تام من المارة فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها.

وخرجت في المدينة مسيرة داعمة لقطاع غزة، حمل خلالها المشاركون العلم الفلسطيني وعلم حركة حماس.

كما رفع المشاركون وبينهم أطفال لافتات كتب عليها "أوقفوا مجرمي الحرب الإسرائيليين" و"أميركا رأس الحية".

في لبنان
امتد التحرّك إلى لبنان حيث أغلقت مؤسسات حكومية ومصارف ومدارس أبوابها بعدما أعلنت الحكومة عن إضراب على مستوى البلاد تضامنا مع غزة والمناطق الجنوبية من البلاد التي تشهد تبادلا متزايدا لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.

في تركيا، شهد حي إسن يورت في غرب اسطنبول إضرابا علما بأن معظم الأعمال التجارية فيه تابعة لمقيمين من الأراضي الفلسطينية وسوريا واليمن وإيران.

وفي البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، تجوّل عدد قليل من السكان وسط المحال التجارية التي أغلقت أبوابها.

وقال صاحب أحد المقاهي ويدعى ناصر "نريد أن تتوقف الحرب". مشيرا إلى أنه لم يسمع أخبارا عن أصدقائه في غزة منذ أسابيع، ولا يعرف ما إذا كانوا "أحياء أم أموات"ً.

ويوضح ناصر (65 عاما) أنه لن يخسر الكثير إذا أغلق متجره الواقع في طريق الآلام وهو طريق الحج المسيحي.

ويستدرك "لم يكن لدينا أي عمل على أية حال منذ بدء الحرب" إذ أدى اندلاع الحرب إلى هبوط حاد في وتيرة الحركة الشرائية والسياحية على حد سواء.

واضطر البعض، بمن فيهم صاحب محل لبيع الزهور وأحد الحلاقين، إلى فتح متاجرهم.

وقال صاحب محل الزهور رجا سلامة (62 عاما) "فتحت المحل فقط لأن هناك جنازة اليوم". وأضاف "سأغلق عندما يأخذوا الزهور".

اما صاحب محل الحلاقة فقال فيما بدا الخجل واضحا عليه "يجب أن أحترم الإضراب، لكن ليس لدي خيار آخر. لدي ابن يبلغ من العمر سنة واحدة في المنزل، ولم يكن لدي عمل منذ بداية الحرب. هذه هي الحقيقة المرة".

ويضيف "أحتاج للعمل لإطعام ابني الرضيع".