لاهاي: قدمت جنوب أفريقيا طلبًا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بأنه "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، على ما أعلنت المحكمة الجمعة.
وسارعت إسرائيل الى الاعراب عن "اشمئزازها" من هذه الاتهامات.

وأكّدت جنوب أفريقيا أن "أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة (...) لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والاتنية الأوسع أي الفلسطينيين"، حسبما أفادت محكمة العدل الدولية في بيان.

وأشارت إلى أنه "بناء على سلوكها، من خلال أجهزتها ووكلائها وغيرهم من الأشخاص والكيانات العاملة بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها - حيال الفلسطينيين في غزة، تفشل إسرائيل في الوفاء بالتزامتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".

حيات
وتعليقا على هذا الاتهام، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات على منصة "إكس" إن "إسرائيل ترفض باشمئزاز... التشهير الذي نشرته جنوب أفريقيا والطلب الذي تقدمت به" أمام محكمة العدل في لاهاي.

وأضاف "تفتقر ادعاءات جنوب أفريقيا إلى أساس واقعي وقانوني وتشكّل استغلالًا خسيسًا ومهينًا للمحكمة".

واتهم بريتوريا بـ"التعاون مع منظمة إرهابية"، في إشارة إلى حركة حماس، داعيا "محكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي إلى الرفض التام لاتهامات جنوب أفريقيا التي لا أساس لها".

رامافوزا
وسبق لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن اتهم إسرائيل في تشرين الثاني/نوفمبر، بارتكاب "جرائم حرب" و"إبادة" في غزة، داعيًا إلى "وقف فوري وكامل لإطلاق النار".

وتقدمت جنوب أفريقيا بطلبها في اليوم الرابع والثمانين للحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقب هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل أسفر عن مقتل 1140 شخصًا في الجانب الإسرائيلي معظمهم من المدنيين، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم حوالى 250 شخصًا، لا يزال 129 منهم محتجزين في غزة، وفق المصادر ذاتها.

ومنذ ذلك الحين، تشنّ إسرائيل قصفا مكثفا على القطاع، وبدأت بعمليات برية أواخر تشرين الأول/أكتوبر. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس ارتفاع حصيلة القصف إلى 21507 قتلى غالبيتهم من النساء والأطفال وأكثر من 55 ألف جريح.

واعتبرت جنوب أفريقيا أن إسرائيل "خصوصًا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 فشلت في التزامها بمنع الإبادة وبمعاقبة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة (...) وانخرطت وتنخرط وقد تستمر في الانخراط في أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، وفق المحكمة.

وسبق لجنوب أفريقيا أن وجهت انتقادات شديدة الى القصف الاسرائيلي في قطاع غزة. وهي أعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر، استدعاء دبلوماسييها في الدولة العبرية للتشاور. بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية استدعاء سفيرها من بريتوريا.

وتفصل محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في النزاعات بين الدول. وقراراتها نهائية غير متاحة للاستئناف لكن ليس لديها وسيلة لتنفيذها.