إيلاف من بيروت: كان اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بغارة بطائرة بدون طيار، عملية جراحية من ناحيتين. أولاً، كانت الذخيرة التي تم اختيارها لتفجير مكتب حماس الثلاثاء، مع حلول الليل فوق ساحل بيروت على البحر الأبيض المتوسط، دقيقة من الناحية الفنية.
"تم تصميم الصاروخ الموجه ذو القطر الصغير الذي أطلقته الطائرة من دون طيار لمثل هذه المهام، لقتل الهدف من دون إحداث الكثير من الأضرار المحيطة. في هذه الحالة فجّر غرفة واحدة من دون الإضرار ببقية المبنى متعدد الطوابق"، كما تقول صحيفة "التايمز" البريطانية.
تضيف الصحيفة: "الناحية الثانية هي توقيت الهجوم. كان الزمن غروبًا، وهذا حجب المسيرة عن الرؤية وهي تتقدم من الساحل اللبناني فوق البحر، كما اخفت حركة المرور الكثيفة صوتها، وقامت مقاتلتان بإمداد المسيرة بالدعم في الوقت الفعلي".
عميل في الميدان
بحسب الصحيفة البريطانية، مؤكد أن هذا كان متزامنًا مع نشاط عميل مراقبة على الأرض، كان يدخل ويخرج من المكتب، "وكل تلك العيون على الهدف لم تكن موجودة فقط للتأكيد أن العاروري كان هناك، بل للتعرف على الآخرين الجالسين معه".
أحد الأدوار الرئيسية للعاروري في حماس كان إدارة الاتصال مع حزب الله المدعوم من إيران، والذي زود حماس بالتدريب والخبرة في إنتاج الصواريخ والطائرات من دون طيار.
يقع مكتب حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهي المعقل الرئيسي لحزب الله في العاصمة اللبنانية، وكثيرا ما كان يستخدم لعقد اجتماعات بين أعضاء المنظمتين. وفي حين أن حزب الله هو عدو لدود لإسرائيل، إلا أن مخططي الاغتيال تلقوا أوامر بتجنب سقوط ضحايا من حزب الله بأي ثمن.
صيد ثمين
تقول الصحيفة: "كان العاروري هدفاً ثميناً، ويحتل مرتبة عالية في قائمة القتل الإسرائيلية، لكن قتله لم يكن يستحق حرباً مع حزب الله. كان الانتظار حتى يغادر أعضاء حزب الله المكتب قبل إطلاق الصاروخ رسالة مهمة. عرف العاروري أنه مستهدف وأن إسرائيل تسعى للخلاص منه. لكنه شعر بالأمان في الضاحية، ولهذا السبب عقد اجتماعاته في مكتب معروف لحماس".
وتختم الصحيفة بالقول إن العاروري كان على حق في أن إسرائيل لن تخاطر بقتل عناصر حزب الله في بيروت للوصول إليه، "لكنه كان مخطئًا عندما افترض أنهم لن يجدوا طريقة لقتله هناك على أي حال، وهو الخطأ الذي كلفه حياته".
المصدر: "التايمز"
التعليقات