إيلاف من بيروت: كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم"، الإثنين، عن سبب امتناع إسرائيل عن استهداف رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، رغم التصريحات الصادرة عن قياديها بأنهم يعرفون مكان تواجده بشكلٍ دقيق.

وقالت الصحيفة إن اسرائيل لم تستهدفه حتى الساعة كونه يبقي نفسه محاطًا بعدد كبير من الرهائن الإسرائيليين الأحياء.

وكانت الإدارة الأميركية توقعت حديثاً أن تكون أيام السنوار معدودة، باعتبار أنَّ إسرائيل تعرف مكانه. وصرح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" أن قادة حماس، ومن بينهم السنوار، لا يزالون في مدينة غزة، أو في أنفاقها"، مؤكدًا: "سنصل إليهم".

وتتضارب التقارير بين طرفي النزاع عن نتائج الصراع على الأرض. فرغم الخسائر المدنية والدمار الواضح للعيان في قطاع غزة، تتحدث وسائل إعلام عن هزيمة إسرائيلية بعد مرور ثلاثة أشهر على بدء النزاع، من دون أن تتمكن تل أبيب من تحقيق نتائج حاسمة على الأرض، رغم التهديدات المجلجلة التي يطلقها القادة العسكريين الاسرائيليين. كما أن صوت المعارضة الاسرائيلية بدأ يعلو معبراً عن عدم رضى اسرائيلي عن اداء الحكومة والجيش في الحرب في القطاع، ناهيك عن حملات التشكيك المتبادلة داخليًا، وتبادل الاتهامات بين الحكومة والجيش والموساد بالتقصير وتحمل نتائج هجوم السابع من اكتوبر.

ملف الرهائن
يُذكر أن اشتراط إسرائيل استسلام حماس وتسليم الرهائن لوقف الأعمال الحربية في غزة لم يلقَ صداه لدى الحركة الفلسطينية التي اشترطت الهدن ووقف اطلاق النار لتبادل الرهائن، بشروط يتوافق عليها الجانبان.

والجدير ذكره أن استمرار اسرائيل بقصفها الذي يطال المدنيين يوميا على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، بات يشكل ضغطًا على الادارة الاميركية لوقف المدفع الاسرائيلي على القطاع والبدء بمفاوضات لتحقيق السلام. لكن حكومة اليمين الاسرائيلية المتشددة ترفض ما يسمى بـ"حل الدولتين بتعنت". وهو عبّر عنه بايدن بتصريحٍ علني.

الإدارة الأميركية
ويبدو ان الادارة الأميركية بدأت تضغط على حكومة اليمين بعد اطلاع بايدن على نتائج استطلاعات الرأي الاميركي مع بدء الحملات الانتخابية للرئاسة. حيث تبين ان شعبية بايدن تراجعت بنسبة كبيرة تبعًا لاخفاقه في ملفي أوكرانيا وغزة. وهو ما يُحرج الادارة الديمقراطية ويهدد بخسارة حملة مرشحها الى البيت الابيض.

ماذا ستفعل زيارة بلينكن في الشرق الأوسط؟ وهل سيتمكن من اسكات مدافع اليمين الاسرائيلي المستمر بقصف غزة بوابل من القذائف جوا وبرا مخلّفا - منذ هجوم حماس في 7 اكتوبر، إضافة إلى الهجوم البري الذي انطلق في 27 من الشهر نفسه - مايزيد عن 23 الف قتيل فلسطيني، معظمهم من النساء والاطفال والشيوخ؟ أم أن نتانياهو سينجح باستمرار حربه كي ينقذ نفسه ومعسكره من المساءلة القانونية والمحاكمة في ملفات الفساد؟