إيلاف من بيروت: بعد أكثر من أسبوعين من هجوم حماس في غلاف غزة، غادر أفيهو موري منزل عائلته في موشاف نير عكيفا - واختفى. لعدة أيام، لم يكن لدى أقاربه أي فكرة عن مكان وجوده. كل ما عرفوه هو أنه في الساعة الثامنة والنصف صباحًا، يوم 23 أكتوبر، كان يرتدي بنطال جينز وقميصًا كاكيًا، ويضع قبعة واقية، أخرج سترة عسكرية من خزانته وقبل أمه وغادر.. ولم يعد. وتقول شقيقته داغانيت ميمون موري: "كأن الأرض ابتلعته".

في البداية، لم يهتموا لغيابه. تقول شقيقته: "اعتقدت والدتي أنه ربما ذهب إلى منزل أحد الأصدقاء للاسترخاء من القصف العنيف، أو ربما ذهب إلى أماكن التجمع لمساعدة الجنود وإعداد الطعام، ولهذا السبب كان يرتدي سترة عسكرية. وكان يحب المساعدة دائمًا".

هل دخل إلى غزة؟
بعد أربعة أيام، عندما انقطع هاتفه ولم يعرف أصدقاؤه مكانه، أبلغ أقاربه الشرطة. بدأ الخوف من أن أبيهو قد قرر القيام بشيء ما، كالدخول إلى غزة. تقول داغانيت: "منذ 7 أكتوبر، عندما سمع عن عدد القتلى والمختطفين في هجوم حماس، كان الأمر صعبًا بالنسبة إليه. لم يستطيع النوم. وكانت الرغبة في المساعدة تشتعل بداخله. لم يتقبل حقيقة أنه لم يتم تجنيده للقتال. كنت مقتنعة بأنه حتى لو حاول دخول قطاع غزة، فليس هناك أي احتمال للسماح لمدني بالدخول إلى منطقة عسكرية مغلقة خلال الحرب".

أخيرًا، بان المستور: بعد أسبوعين من الهجوم، تمكنت أفيهو من تجاوز القوات العسكرية في منطقة ناحال عوز، وعبور السياج و السير من دون عوائق لمسافة نصف كيلومتر داخل غزة. وعندما قرر التراجع عن خطواته واقترب من السياج، اعتقد جنود الجيش الإسرائيلي أنه "إرهابي" فقتلت طائرة بدون طيار.

أكد الجيش الإسرائيلي هذه التفاصيل لصحيفة "هآرتس"، لكن لم يتصل أي مسؤول في الجيش بأفراد الأسرة، وما زالوا ينتظرون الحصول على إجابات.

أريتهم صورته
في صباح اليوم التالي للهجوم، اتصلت داغانيت بوالدتها لتسألها كيف قضوا الليل، فسمعت منها أن أبيهو كان منزعجًا للغاية: "قالت إنه كان في نوبة غضب، وأغلق النوافذ والأبواب في حالة هستيرية. سألتها أين هو، إذا كان في العمل، فقالت إنه خرج ثم سألتني: هل حصل أخوك على إجازة؟".

مر 11 يومًا من دون كلمة واحدة. في يوم الجمعة 3 نوفمبر، خرجت داغانيت للبحث عن أخيها: "أبعدنا الجنود عن المنطقة العسكرية المغلقة. أريتهم صورته". في المساء نفسه، جاء ضابط شرطة واثنان من الأخصائيين الاجتماعيين إلى المنزل، وأبلغوا الأسرة بمقتل الشاب.

تقول داغانيت: "قال الضابط إن أخي قُتل في يوم مغادرته المنزل. رآه المراقب وظنه إرهابيًا فأرسل طائرة بدون طيار لقتله. أوضح أن القضية ستظل قيد التحقيق، ولن يتم إغلاقها بشكل نهائي، لكن تحديد الهوية مؤكد. لقد عثروا على أجزاء من الجسم وهناك تطابق بنسبة 100 في المئة مع العينة الجينية لأفيهو".

المصدر: "هآرتس"