إيلاف من القدس: بعد تسريبات إعلامية موجهة من قبل مناصري إسرائيل في البيت الأبيض حول امكانية عودة مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والسعودية من النقطة التي توقفت عندها قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وبداية حرب غزة، ها هو وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين يعود إلى إسرائيل ليصعق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي كان يحلم بسلام مع المملكة، وكأن فلسطين غير موجودة - وفقًا لاعتقاده الدائم بأن لا أحد يهتم بالشأن الفلسطيني - حسبما اعتاد التصريح في كل اللقاءات والإيجازات الصحفيه منذ سنوات.

وزير الخارجية الأميركي أوضح لنتانياهو ما لم يكن يريد أن يسمعه أو يفهمه: إنَّ المملكة العربية السعودية مصرة على إقامة دولة فلسطينية قبل أي تطبيع، وان لدى المملكة متسع من الوقت لتحقيق ذلك بالتنسيق مع الفلسطينيين الذين أصبحوا شركاء مع باقي دول الخليج ودول إسلامية في حلّ الصراع عبر الوصول إلى حلّ الدولتين.

حل الدولتين
ويقول مسؤول كبير إن المملكة العربية السعودية صعقت نتانياهو وأعوانه بإصرارها على حل الدولتين، وبتأكيدها على أنها لم تعد تكتفي بوعود نتانياهو التي لم ينفذ منها شيئًا منذ إعلان بار ايلان في عام 2009 وحتى اليوم.

وأشار المسؤول إلى ان السعوديين يطلبون ان تقوم إسرائيل بخطوات حسن النية باتجاه الحلّ وانهاء الحرب على غزة، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع إلى جانب الانسحاب من مناطق سي في الضفة الغربية وإخلاء بؤر استيطانية ومستوطنات معزولة إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطينية، والعمل مع المجتمع الدولي للاعتراف بها أمميًا وعالميًا.

إلى ذلك قال مصدر خليجي، إن إسرائيل ملزمة بتقديم الإثباتات والبراهين على وعودها، وعليها القيام بخطوات ملموسة وليس تصريحات بدون رصيد حسب النهج الذي كانت تتبعه منذ سنوات.

حكم ذاتي
وتطالب المملكة بأن تخلي إسرائيل مستوطنات وتنسحب من مناطق الضفة الغربية، إلى جانب منح السلطة الفلسطينية سيادة حقيقية على الأراضي التي تحكمها. وقالت إن إسرائيل يجب أن تعي أنها لن تنعم بأي سلام قبل إقامة وطن قومي للشعب الفلسطيني إلى جانب إسرائيل.

هذا وقال المسؤول الخليجي إنَّ السلطة الفلسطينية ستقوم بمساندة الدول العربية والاسلامية بما يلزم للسيطرة والحكم على مناطقها وسط تغييرات إدارية وأمنية تمكنّها من ذلك. كما أن الضمانات الأميركية والأوروبية تحتوي على اعتراف بالدولة الفلسطينية فور انتهاء حرب غزة وبداية تنفيذ الخطوات لإدخال السلطة الفلسطينية للقطاع لاستلام زمام الأمور والإشراف مع الأشقاء العرب والدول المانحة على اعادة الإعمار واجتثاث الارهاب والتنظيمات المسلحة، بهدف بقاء السلاح في يد أجهزة الامن الفلسطنية فقط.

رحيل نتانياهو
وتشير المعلومات إلى أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وآخرين، يعرفون تماماً أن أمر قبول إسرائيل بقيام دولة فلسطينية مع حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة غير وارد، وان إسرائيل ستتجه إلى انتخابات قريبة. لذلك، كان من الضروري بمكان ان تقوم المملكة بإيضاح رؤيتها بشكلٍ لا يقبل اي شك او تفسيرات مختلفة، وان تضع هذا الموضوع بكل وضوح امام الإسرائيليين ليقرروا بأنفسهم إذا كانوا سيذهبون نحو الامن والامان والحل العادل او المراوحة في مكانهم وانعدام الاستقرار لسنوات طويلة قادمة، والكرة، كما يقول المسؤول الخليجي، في ملعب إسرائيل.