بيروت: نجا قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من ضربة إسرائيلية استهدفته في لبنان السبت، وفق ما أفادت مصادر أمنية محلية وفلسطينية، طالت بلدة في عمق الأراضي اللبنانية وأدت الى مقتل شخصين أحدهما عنصر في "حزب الله".
وأفاد الإعلام الرسمي اللبناني أن "مسيّرة" إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة جدرا الساحلية الواقعة على مسافة أكثر من 40 كلم من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وهي المرة الثانية تُتهم فيها إسرائيل بشنّ ضربات في عمق الأراضي اللبنانية وخارج محافظة الجنوب الحدودية التي تشهد تبادلا يوميا للقصف بين حزب الله والدولة العبرية منذ بدء التصعيد على وقع الحرب في غزة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ووقعت الضربة الأولى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، في الثاني من كانون الثاني (يناير)، وأدت الى مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري مع ستة من رفاقه في قصف استهدف مكتبا للحركة.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية فقد "أغارت طائرة مسيّرة معادية (إسرائيلية) على سيارة" في بلدة جدرا الساحلية جنوب بيروت السبت.
وقال مصدر أمني فلسطيني تحفّظ عن ذكر هويته إن الضربة كانت "محاولة اغتيال فاشلة لقيادي رفيع" في حركة حماس.
وأشار مصدر أمني لبناني طلب بدوره عدم كشف اسمه، الى أن القيادي المستهدف هو باسل صالح، موضحا أنه "مسؤول وحدة تجنيد في الضفة الغربية" التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وأفاد بأن المستهدف كان أحد معاوني "عزام الأقرع الذي اغتيل مع صالح العاروري" الشهر الماضي، مؤكدا أن "صالح نجا، لكنه أصيب بحروق في ظهره نقل على إثرها الى المستشفى للعلاج".
وأوضح أن صاروخا استهدف بداية سيارة صالح وهي من طراز مرسيدس بيضاء اللون، تبعه صاروخ ثانٍ أثناء تجمّع سكان من البلدة في المكان "ما أسفر عن سقوط قتيلين".
وكان مصدر في هيئة اسعافية تابعة لحركة أمل، حليفة "حزب الله"، أشار بداية الى مقتل شخصين، مشيرا الى أنهما بائع خضار لبناني وسوري كان يمرّ في المكان مستقلا دراجته النارية.
وفي وقت لاحق، أكد "حزب الله" أن أحد القتيلين هو من عناصره، اذ أعلن مقتل "الشهيد المجاهد خليل محمد علي فارس... من بلدة عيترون في جنوب لبنان وسكان بلدة جدرا في جبل لبنان".
ولم تعلّق إسرائيل على هذه العملية.
السيطرة على مسيّرة
وشاهد مصور لفرانس برس في المكان المستهدف سيارة بيضاء اللون متضررة وقربها دراجة نارية محترقة بالكامل. وأفاد عن بقع دماء غطت موقع الاستهداف الذي يبعد حوالى 500 متر من الشاطئ.
وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا حول السيارة.
وأتت ضربة السبت بعد يومين من إعلان إسرائيل استهداف قيادي عسكري في "حزب الله" بضربة طالت سيارة في مدينة النبطية بجنوب لبنان. وأكد مصدر أمني يومها أن المسؤول الذي لم تكشف هويته أصيب بجروح "خطرة".
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، تشهد الحدود اللبنانية-الإسرائيلية تبادلاً يومياً للقصف بين "حزب الله" وإسرائيل، ما أثار خشية دولية من توسّع نطاق التصعيد ودفع مسؤولين غربيين إلى زيارة بيروت والحض على التهدئة.
ويعلن الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها".
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
والسبت، أفادت الوكالة الوطنية عن غارات إسرائيلية في مناطق جنوبية عدة، بينما أكد "حزب الله" استهداف مواقع عسكرية على الجانب الآخر من الحدود.
الى ذلك، أعلن الحزب في بيان أن عناصره سيطروا "على مسيرة للعدو الإسرائيلي من نوع +سكاي لارك+ وهي بحالة فنية جيدة".
ومنذ بدء التصعيد، قتل 229 شخصاً في جنوب لبنان بينهم 168 مقاتلاً من حزب الله و27 مدنياً، ضمنهم ثلاثة صحافيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل تسعة جنود وستة مدنيين.
التعليقات