إيلاف من دبي: مع انتهاء فترة المراجعة المحددة قانونياً في الكونغرس الأميركي بشأن صفقة بيع مقاتلات من طراز "إف-16" لتركيا بقيمة 23 مليار دولار، تدخل الموافقة على الصفقة حيز التنفيذ، وقد استوجبت في المقابل مصادقة من أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال السفير الأميركي لدى أنقرة جيفري فليك، الأحد، إن الكونغرس الأميركي وافق على صفقة F-16، إذ لم يقم أي عضو في مجلس الشيوخ بتعليق العملية خلال الإطار الزمني المحدّد، مشيراً إلى أن القرار يعد "خطوة مهمة إلى الأمام".
وأضاف فليك في تغريدة له على موقع "إكس"، أن "أسطول F-16 التركي يعد حيوياً لقوة الناتو".

يُعدّ القرار تتويجاً لسنوات من المفاوضات بين واشنطن وأنقرة، حيث كانت الصفقة مُعلقة منذ سنوات بسبب خلافات سياسية بين البلدين.

اعتراض وحيد
وانتهت فترة المراجعة المحددة قانونياً في الكونغرس بشأن الاعتراضات على بيع طائرات "F-16"، إذ تم إرسال الإخطار الرسمي إلى الكونغرس في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي، ليدخل في فترة المراجعة المحددة قانونياً، والتي تستمر 15 يوماً، انتهت من دون عوائق باستثناء اعتراض واحد من عضو مجلس الشيوخ راند بول.
ويراجع قادة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، كافة مبيعات الأسلحة الأجنبية الكبرى. ويطرحون بانتظام أسئلة، أو يثيرون مخاوف بشأن قضايا حقوق الإنسان أو القضايا الدبلوماسية التي يمكن أن تؤخر أو توقف مثل هذه الصفقات.

وكانت تركيا طلبت في تشرين الأول (أكتوبر) 2021 شراء مقاتلات من طراز F-16 من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن"، وما يقرب من "80 مجموعة" تحديث لطائراتها الحربية الحالية.

ووافق البرلمان التركي، على طلب السويد الانضمام إلى حلف الناتو، مما أزال عقبة رئيسية أمام توسيع الحلف العسكري الغربي، بعد 20 شهراً من المفاوضات بين أنقرة وستوكهولم.

وقال أردوغان في نهاية العام الماضي، إن تصديق البرلمان التركي على عضوية السويد في حلف الناتو، يتوقف على موافقة الكونغرس الأميركي على طلب تركيا شراء طائرات مقاتلة من طراز F-16، داعياً المجلسين التشريعيين إلى التصرف "بشكل موحد".

وذكر أردوغان أن "التطورات الإيجابية من الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسألة طائرات F-16، ستسرع وجهة النظر الإيجابية لبرلماننا بشأن (عضوية السويد)".

أنقرة تقبل بعضوية السويد
وأتت الموافقة الأميركية على الصفقة المعطلة منذ سنوات، بعد مصادقة البرلمان التركي على عضوية السويد في الناتو، بعد 19 شهراً من التعطيل.
ستُعزز صفقة "F-16" قدرات تركيا العسكرية بشكلٍ كبير، خاصةً في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، كما ستُساهم الصفقة في تعزيز القدرات الدفاعية لحلف الناتو، خاصةً في الجناح الشرقي، حيث تُواجه روسيا تحديات متزايدة.

وتُشكل الصفقة دفعة قوية للصناعة العسكرية الأميركية، حيث ستُوفر آلاف الوظائف وتُعزز من اقتصاد الولايات المتحدة.

تُثير الصفقة بعض المخاوف بشأن حقوق الإنسان، والتي يجب على تركيا معالجتها بشكلٍ جاد. ويتخوف المشرعون الأميركيون من سجل تركيا في مجال حقوق الإنسان، مطالبين بضمانات من أنقرة قبل إتمام الصفقة.