إيلاف من دبي: يشعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوطأة الأزمة الديموغرافية التي تمر بها البلاد، لذا يدعو الروس إلى إنجاب المزيد من الأطفال للحفاظ على نسبهم العرقي، وفقًا لما جاء في تقرير نشره موقع "بزنس إنسايدر".

وقال بوتين في أثناء زيارته مصنعًا للدبابات: "إذا أردنا البقاء بوصفنا مجموعة عرقية، أو مجموعات عرقية تسكن روسيا، يجب على كل عائلة أن ترزق بطفلين على الأقل"، مضيفًا: "لا يكفي أن يكون لكل أسرة طفل واحد فقط، فعدد سكان روسيا ينكمش، بينما أصدر تصريحات متضاربة حول عدد الأطفال الذين تحتاج الأسر إلى إنجابهم، ومن أجل التوسع والتطور، تحتاج كل عائلة إلى ثلاثة أطفال على الأقل".

أزمة ديموغرافية متفاقمة
وكانت روسيا تعاني من أزمة ديموغرافية حتى قبل غزو أوكرانيا في فبراير 2022. فقد بلغ عدد سكان البلاد 146.4 مليون نسمة في بداية عام 2023، بانخفاض عن نحو 149 مليون نسمة في عام 1993، بحسب الإحصاءات الرسمية. مع ذلك، وصل هذا الرقم إلى مستوى منخفض عند عتبة 143 مليونًا في أوائل عام 2010.

وبحسب الموقع نفسه، الحرب تؤثر سلبًا في عدد السكان. فما بين 150.000 إلى 190.000 جندي روسي قتلوا أو جرحوا في الحرب ضد أوكرانيا، وفقًا لتحديث استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية في أكتوبر الماضي. كما فر نحو مليون شخص من روسيا خلال الحرب، ما أدى إلى تعزيز هجرة الأدمغة وأزمة العمالة في البلاد.

هذه ليست المرة الأولى التي يحث فيها بوتين الروس على إنجاب المزيد من الأطفال. في نوفمبر الماضي، أشاد بفضائل الأسر الكبيرة، ودعا النساء إلى إنجاب ثمانية أطفال، إن لم يكن أكثر.

ظاهرة روحية
وقال في مجلس الشعب الروسي العالمي في موسكو: "دعونا نحافظ على هذه التقاليد الممتازة ونعيد إحيائها. يجب أن تصبح الأسرة الكبيرة هي القاعدة، وأسلوب حياة لجميع أفراد الشعب الروسي. الأسرة ليست مجرد أساس الدولة والمجتمع، بل هي ظاهرة روحية، ومصدر للأخلاق".

تعد دعوة بوتين لإنجاب المزيد من الأطفال صدى لدعوة زعماء آخرين في العالم. جدير بالذكر أن الزعيم الصيني شي جين بينغ قال في أكتوبر الماضي إن النساء يجب أن يساعدن في تأسيس " اتجاه جديد للأسرة " حيث تواجه البلاد قنبلة ديموغرافية موقوتة.

في مايو 2021، أطلقت الصين - التي كانت تتبع سياسة الطفل الواحد لعقود من الزمن - سياسة جديدة لثلاثة أطفال، ما يمثل تحولًا تاريخيًا في البلاد.

المصدر: "بزنس إنسايدر"