إيلاف من لندن: للعام الثاني على التوالي تتزين شوارع لندن بأضواء رمضانية مشاركة للمسلمين في احتفالاتهم بقدوم شهر رمضان، وللمرة الثانية أيضاً يتجدد الجدل، ما بين أصوات متطرفة ترى في ذلك غزواً دينياً وثقافياً واجتماعياً للعاصمة البريطانية من شأنه أن يغير من هويتها، وبين غالبية تراها اشارات تعايش وتسامح ومحبة يجب أن تسود، كما أن هذه الأضواء وتلك الاحتفالات موجهة لمسلمي بريطانيا في الداخل في المقام الأول.

غزو لندن.. مبالغة أم حقيقة؟
بول غولدينج أحد زعماء وقيادات حزب "بريطانيا أولاً" المعروف بتوجهاته المعادية للمهاجرين، والمسلمين غرد قائلاً :"أضواء رمضان في لندن.. لقد تم غزونا"، وتفاعل الآلاف مع ما كتبه غولدينج، ما بين مؤيد ومعارض، مما دفعه للعودة من جديد ليكتب أنه يريد شجرة الكريسماس في مدن البلدان الإسلامية.

الكريسماس في الدول العربية
وجاء الرد سريعاً، حيث حرص عدد كبير من المتفاعلين مع غولدينج على توضيح الأمر، بأن هذا يحدث بالفعل، حيث المظاهر الاحتفالية بالكريسماس في كثير من دول ومدن العالم العربي الإسلامي، وهو الأمر الذي يثير جدلاً أيضاً في الدول العربية والمسلمة، مما يؤكد أن إشارات التسامح والتعايش موجودة لدى الجانبين، وهي تظهر بوتيرة أكثر قوة من أي عصور مضت، ولكنها لا تزال في حاجة إلى مزيد من القبول، خاصة أن التعايش بين جميع الديانات والثقافات، مع إظهار الاحترام المتبادل أصبح أمراً حتمياً لتقليل التوترات، وليس من قبيل التشدق بالتحضر.

ميزانية لحماية المسلمين
من جانبها أعلنت الحكومة البريطانية الاثنين، أنها ستخصص 117 مليون جنيه استرليني (137 مليون يورو) لتعزيز حماية المساجد والمدارس الدينية ومراكز الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة، معتبرة أن الأعمال المعادية للإسلام المرتكبة في البلاد "لا يمكن الدفاع عنها".

وتزايدت الأعمال المعادية للإسلام والمعادية للسامية بشكل كبير في بريطانيا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان نُشر في اليوم الأول من شهر رمضان "إن الكراهية ضد المسلمين لا مكان لها في مجتمعنا على الإطلاق. ولن نسمح باستخدام الأحداث في الشرق الأوسط ذريعة لتبرير الهجمات على المسلمين البريطانيين".

وأشارت وزارة الداخلية في البيان إلى أنه سيتم تخصيص موارد إضافية على مدى السنوات الأربع المقبلة لـ "طمأنة وحماية" المسلمين.

ويضاف المبلغ المخصص إلى أكثر من 29 مليون جنيه استرليني رُصدت سابقاً لتُصرف بين 2023 و2024.

وفي نهاية الشهر الماضي أعلنت الحكومة البريطانية أيضا تخصيص مبلغ بقيمة 54 مليون جنيه إسترليني (63 مليون يورو) لجمعية "كوميونيتي سكيوريتي تراست" التي تعمل على حماية المجتمع اليهودي.