إيلاف من نيويورك: في تجربة مثيرة تشكل مقياساً حقيقياً وواقعياً لتأثير الانترنت، حصل سكان قبيلة نائية جداً في غابات الأمازون على خدمة الانترنت، فماذا حدث في سلوك هؤلاء البشر الذين كانوا يعيشون في أكثر مناطق العالم عزلة؟

صحيفة "نيويورك تايمز" رصدت هذه التجربة التي قد تشكل صدمة للبعض على الرغم من معرفتنا بسلبيات عالم الانترنت ومنصات التواصل التي جعلت البشر يفقدون القدرة على التواصل "الحقيقي"، وقالت الصحيفة الأميركية:"ما بدأ كلحظة من التفاؤل والإثارة بعد أن تم ربط قبيلة نائية في غابات الأمازون المطيرة بالإنترنت، تحول بسرعة إلى مصدر للقلق، بعد أن أدمن أفرادها على الأفلام الإباحية وأصبحوا كسالى، وأقل تواصلاً مع بعضهم البعض على الرغم من أن أساس مجتمعهم يقوم على فكرة التواصل الدائم والتكاتف".

إيلون ماسك يتحمل المسؤولية
وتابع التقرير :"شعب ماروبو الذي قاوم الحداثة وحافظ على أسلوب حياته الأصلي لقرون، في واحدة من أكثر المناطق عزلة في العالم، تغيرت حياته بعد أن تعرف على الانترنت في قبل عدة أشهر بفضل شركة "ستارلينك" المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك".

وروى زعماء القبيلة كيف أن وصول الإنترنت جعل أعضاءها يتصارعون ويقضون أوقاتا طويلة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض أدمن متابعة المواد الإباحية، بينما وقع معظمهم في فخ عمليات الاحتيال عبر الإنترنت.

إذا لم تتحرك لن تأكل
وقال إنوك ماروبو (40 عاما) لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الإنترنت أحدث تحولا في طريقة الحياة التي كانت بسيطة ومقاومة للتكنولوجيا والتي اتبعها شعبه لعدة قرون، معترفا بأن "الإنترنت عبث بروتين الحياة كثيرا لدرجة أنه أصبح ضارا. في القرية، إذا لم تصطد الحيوانات والأسماك وتزرع، فلن تأكل".

وفي الوقت نفسه، قال ألفريدو ماروبو (جميع أفراد القبيلة يشتركون في نفس الاسم الأخير) إن التعرض المفاجئ للمواد الإباحية قد عجل بارتفاع مثير للقلق في السلوك الجنسي العلني في ثقافة يعتبر فيها التقبيل في الأماكن العامة بمثابة صدمة.

سلوك جنسي عنيف
وقال إن الشباب كانوا يشاركون مقاطع فيديو صريحة في محادثات جماعية، مضيفا أن بعض الشخصيات البارزة في القبيلة أبلغوا عن رؤية سلوك جنسي أكثر عدوانية من الشباب.

وحذر أيضا من أنه على الرغم من كونهم أكثر ارتباطا من أي وقت مضى، فقد تراجع أفراد القبيلة عن الاتصال الاجتماعي الشخصي وتوقفوا عن التحدث إلى عائلاتهم.

احتيال واساءات
وأوضح آخرون أن بعض مستخدمي الإنترنت تعرضوا للإساءة من الغرباء على وسائل التواصل الاجتماعي ووقعوا في عمليات احتيال غير محددة.

وقالت تسيناما ماروبو، شيخة القبيلة، البالغة من العمر 73 عاما: "الأمور أصبحت أسوأ. لقد أصبح الشباب كسالى بسبب الإنترنت. إنهم يتعلمون طرق الأشخاص البيض".

وخلاصة التجربة أن ما واجهه هذا الشعب المعزول، تمت ملاحظته بصورة (صادمة) على الرغم من أنه قد يكون واقعاً في حياة الملايين من الأشخاص العاديين الذين أدمنوا الانترنت، ويعيشون سلبياته دون أن يلاحظوا، وربما يعيشون هذه الأجواء دون شكوى.