نبدأ جولتنا في الصحف من هآرتس الإسرائيلية، بمقالها الافتتاحي الذي يحمل عنوان "الاتفاق فقط هو الذي يمكن أن يوقف نزيف إسرائيل وإنهاء الحرب".

وأضاف المقال الافتتاحي للصحيفة الإسرائيلية أن "هذه التطورات كانت وراء تصاعد مخاوف حيال ألا يكون لدى الدولة والجيش من حل سوى الحرب في الشمال، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى دمار على نطاق واسع في جميع أنحاء إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أن التصريحات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، زادت من مخاوف الإسرائيليين حيال الحرب في الشمال، خاصة بعد أن قال هاليفي: "إننا نقترب من نقطة سيكون من الضروري عندها اتخاذ قرار" وأن الجيش الإسرائيلي "مستعد إلى التحول إلى وضع الهجوم".

وقال نتنياهو، أثناء زيارته لكريات شمونة: "جاهزون لإجراء قوي جداً".

وصوتت الحكومة الإسرائيلية قبل يوم واحد لصالح منح الجيش صلاحية استدعاء 350 ألف من جنود الاحتياط.

وقالت هآرتس إنه ربما "يكون نتنياهو على قناعة بأن التصعيد العسكري في الشمال قد يردع حزب الله، لكنه في نفس الوقت قد ينطوي على خطر خروج الموقف عن السيطرة"، مرجحة أن وتيرة التصعيد قد تؤدي إلى حرب، وهو ما قد يلحق المزيد من الأضرار داخل إسرائيل، وفي وسط البلاد أيضاً، علاوةً على أضرار بالغة قد تلحق بالبُنى التحتية وخسائر في الأرواح، وفق الصحيفة.

لذا، الخيار الحالي أمام إسرائيل إما حرب على عدة جبهات في الوقت ذاته - ضد حزب الله، وإيران، والميليشيات الإيرانية في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وفي قطاع غزة، و"أعمال الشغب والإرهاب" في الضفة الغربية - أو القبول بالاتفاق مع حماس الذي طرحه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وقد أوضح حزب الله في وقتٍ سابقٍ أنه بمجرد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ستتوقف قواته عن القتال.

من يونيو 1967 إلى يونيو 2024

دبابات الجيش الإسرائيلي في منطقة على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع قطاع غزة
Getty Images

ننتقل في جولتنا إلى المقال المنشور في صحيفة البناء اللبنانية، للكاتب ناصر قنديل الذي عقد مقارنة بين حرب 1967، وبين الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وما بينهما من حروب عربية-إسرائيلية.

ويقول الكاتب إن المشهد هو حرب تمتد لثمانية شهور "يعجز خلالها جيش الإسرائيلي عن تحقيق أي من أهداف الحرب، ويفقد زمام المبادرة، ويفقد قوة الردع".

ويرى الكاتب أن الفرق بين ما يحدث اليوم وبين ما حدث في حرب يونيو/ حزيران عام 1967 "يبدو معاكساً"، ويضيف أن إسرائيل كانت تنظر إلى الفوز بتلك الحرب لتحقق "أكبر أحلامها وليس أهدافها فقط، فقد دمرت أهم الجيوش العربية واحتلت أكبر مساحات من الأراضي التي كانت تحلم بها لإكمال مشروعها التاريخي، خصوصاً في الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان السوري".

ويضيف الكاتب أن إسرائيل امتلكت بقوة في تلك الحرب "زمام المبادرة لسنوات وربما لعقود باستثناء حرب 1973- ومن خلال حرب 67 صنع جيش الاحتلال قوة الردع التي بقي يتحدث عنها منذ ذلك التاريخ وانهارت نهائياً في حرب 2024، بعد تلقيها العديد من الضربات القاسية منذ العام 2006".

وأكد أن "المقارنة المتسرّعة قد توصل إلى استنتاج أن الفارق بين المشهدين، يمكن اختزاله بالقول بسقوط دور الجيوش العربية وصعود المقاومات بدلاً منها"، لكنه أضاف: "بأن ما جرى في حرب 1973 بين أن العطب عام 1967 لم يكن في الجيوش"، مشيراً إلى أن "الجيوش في حرب 1973 أنجزت نصراً كان كاملاً قبل أن يبدأ الخلل بفعل التدخل السياسي، بداية لإخراج الجيش المصري من الحرب، ثم لإخراج مصر من الصراع كله".

ولفت الكاتب إلى أن الحرب الدائرة اليوم (حرب غزة) تدفع إسرائيل إلى "حافة الانهيار"، مبيناً أن هذه الحرب "لم تكلف الاقتصادات العربية وموازنات الدول العربية قرشاً واحداً".

ويقول الكاتب إنه ثمة فارق رئيسي بين الحربين يفسره وجود ما سماه "محور المقاومة"، ويُعرّف الكاتب هذا المحور بأن "إيران تشكل عمقه الاستراتيجي وسورية عقدة الوصل بين ساحاته، وينخرط في حربه بخلفية عقائدية لا مكان فيها للاعتراف باحتلال أي جزء من فلسطين"، وفق ما جاء في المقال.

ويخلص الكاتب إلى أن حرب يونيو/حزيران 1967 كانت جولة ربحتها إسرائيل عسكرياً "فتعلمت منها الأمة، وأعدت لحرب 73، وكانت نهاية حرب 73 بكامب ديفيد جولة ربحها الكيان سياسياً فتعلمت منها الأمة، وجاءت حرب 2024 تترجم تعلم الدروس السياسية والعسكرية وإتقان تجاوز نقاط الضعف ومراكمة نقاط القوة، لننتقل من زمن الهزائم الى زمن الانتصارات".

لماذا تفوق سوناك على ستارمر؟

تناولت صحيفة التلغراف البريطانية المناظرة التلفزيونية التي أُجريت بين رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وبين منافسه في الانتخابات زعيم حزب العمال، كير ستارمر.

وذكرت الصحيفة أن تلك المناظرة خلفت انطباعاً سيئاً للغاية لجمهور الناخبين البريطانيين عن زعيم حزب العمال، إذ بدا "متوتراً وكثير الصراخ، ويرتبك من أقل شيء"، مؤكدة أنه بدا هزيلا أمام سوناك أثناء تلك المناظرة.

وأشارت التلغراف إلى أن جولي إتشنغام أدارت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين باحترافية، لكن الأحداث التي توالت أثناءها لم تكن كذلك، إذ سادت الفوضى هذا الحدث عندما بدأ الناخبون في طرح أسئلتهم على سوناك وستارمر، واضعين أمامهما الكثير من علامات الاستفهام حول مدى جودة ما يُقدم لدافعي الضرائب من خدمات، خاصة في أوقات الطوارئ.

وأخبرت بولا، وهي أم عاملة تسعى من أجل أن يجدي عملها نفعاً، الزعيمين بأنها تضطر إلى طهي كميات كبيرة من الطعام وتخزينها حتى توفر بعض المال، ورد سوناك بدعابات أكد خلالها أن لديه خطة واضحة للاقتصاد، وفق الصحيفة.

وقالت الصحيفة إن ستارمر اعتمد على عدة نقاط أثناء المناظرة كانت وراء تراجعه أمام سوناك، أبرزها تناول ليز تروس، رئيسة الحكومة البريطانية السابقة، بنقد لاذع، وتحدثه عن فشل الحكومة بطريقة جعلته كما لو كان قيادياً في حزب المحافظين.

كما كانت براعة سوناك من أهم العوامل التي أضعفت موقف ستارمر، إذ قال رئيس وزراء بريطانيا "إن الهيئة الوطنية للرعاية الصحية غارقة في الفوضى بسبب إضراب العمال"، وهنا جاء رد ستارمر عليه بأنه "يلقي اللوم على الآخرين".

لكن سوناك سأله عما إذا كان مكانه، فهل كان سيوافق على طلباتهم الكبيرة فيما يتعلق بالأجور، وكانت الإجابة على هذا السؤال هي التي أثارت الجولة الأولى من التصفيق لسوناك.

وتشير الصحيفة إلى أنه "رغم محاولاته (ستارمر) ترميم صورته في تلك المناظرة، من خلال ما ذكره عن والده الذي كان يعمل صانعاً للمعدات وأمه التي عملت كممرضة وشقيقته التي تعمل في تنظيف المداخن، وعمه الذي كان يعمل في مناجم الفحم، لكن بقي ذلك بلا جدوى".