إيلاف من مكة: كيف كانت مكة والكعبة وحولها الحجاج منذ قرون؟ وكيف هي الصورة الآن؟ فمنذ الحجة الأولى في الإسلام التي شهدت توافد 100 ألف من أجل أداء الفريضة إلى 3 ملايين في عصرنا الحالي، حدثت تطورات هائلة.

بداية من الطرق والتعرف عليها من كل مكان، ووسيلة الانتقال، والجبال التي تظهر بوضوح حول الكعبة، وصولا إلى عصر الطائرات والفنادق الفخمة، وناطحات السحاب التي تطغى على المكان، والأهم هو عدد الحجاج الذي بلغ قمته في عام 2012 برقم قياسي قوامه 3.2 مليون حاج.

فقد شهد الحج على مدار التاريخ، تغيراً واضحاً في الأرقام وعدد الحجاج الواصلين لمكة المكرمة لأداء فريضة الحج، منذ أذن النبي إبراهيم في الناس والطرق تنفتح لمكة من جميع الاتجاهات.

100 ألف حاج
ورغم ضعف التدوين والأرقام لأعداد الحجاج في كل عام، إلا أن هناك تواريخ شهيرة محفورة في ذاكرة تاريخ الحج، فبحسب الرواة التاريخيين أن من حج مع نبي الإسلام في السنة العاشرة عددهم 100 ألف حاج.

ورغم أن الرقم كبير في مقاييس تعداد الناس في تلك الفترة قبل نحو 1435 عاماً من وقتنا الحالي، إلا أن المؤرخين ينظرون للرقم أنه طبيعي بوجود النبي محمد وهي الحجة الأولى في الإسلام، ومنها تعليم المناسك وإعادتها لطبيعتها الإبراهيمية.

ويُعد الرقم الذي تحقق في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز، بعد تأمين مكة المكرمة وطرق الحج، هو 250 ألف حاج في آخر حجة أشرف عليها الملك عبدالعزيز في الطائف، حيث توفي بعدها بثلاثة أشهر.

المليون الأول


وتمثل قفزة أعداد الحجاج للمليون لأول مرة في تاريخ الحج مع بداية الإحصاء للحج في عام 1390 قبل نحو 55 عاماً، حيث وصل عدد الحجاج لأول مرة للمليون في تلك الفترة.

وبحسب هيئة الإحصاء فإن المليون الثاني سجل في الحج في عام 1399 بعد تسع سنوات من تحقيق المليون الأول في العدد، ليبدأ العدد في التذبذب بين المليونين ومليون ونصف.

ويتأثر الحج دوماً بالأحداث السياسية والاجتماعية المحيطة به، على مر التاريخ، بحسب تقرير لموقع "العربية"، ويرجع سبب قلة الأعداد سابقاً لصعوبة تأمين طرق الحج، وكذلك أمن الحجاج في مكة المكرمة، وهو ما تحقق منذ العهد السعودي.

والرقم في تزايد مستمر حتى وصل للخانة المليونية بعد تهيئة أداء المناسك للحجاج سواء للوصول إلى السعودية والمواقع المقدسة أو الراحة والاطمئنان، والأمن والأمان في مكة المكرمة طوال أيام الحج.