سيول: أعلنت كوريا الشمالية الخميس أنّها اختبرت بنجاح إطلاق صاروخ متعدد الرؤوس الحربية، حسبما قال الإعلام الرسمي الخميس، مع إطلاق عشرات البالونات المحملة بالنفايات باتجاه كوريا الجنوبية.

وتراجعت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثّر الدبلوماسية منذ فترة طويلة وتكثيف بيونغ يانغ اختبارات الأسلحة وإطلاقها بالونات محملة بالنفايات في إطار ما تقول إنه رد على البالونات المحمّلة بالشعارات الدعائية المناهضة لنظامها التي يرسلها ناشطون كوريون جنوبيون باتّجاه أراضيها.

وأرغمت البالونات مطار إنتشون في سيول على تعليق رحلاته لفترة وجيزة الأربعاء. وردّا على ذلك، علّقت سيول بالكامل العمل باتفاق عسكري لخفض التصعيد واستأنفت بث الدعاية عبر مكبرات صوت عند الحدود.

وأعلنت كوريا الشمالية أنها "أجرت بنجاح اختبار الفصل والتحكم في توجيه الرؤوس الحربية المتنقّلة الفردية"، على ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وأكدت أنّه "تمّ بنجاح توجيه الرؤوس الحربية المتنقّلة المنفصلة إلى الأهداف الإحداثية الثلاثة".

وأوضحت الوكالة أنّ "الاختبار يهدف إلى تأمين قدرة +ميرف+" أي القدرة على إطلاق رؤوس حربية متعدّدة بصاروخ بالستي واحد.

ويأتي هذا الإعلان غداة تأكيد الجيش الكوري الجنوبي أنّ بيونغ يانغ أطلقت الاربعاء ما يبدو أنّه صاروخ فرط صوتي لكنّ التجربة فشلت إذ إنّ الصاروخ انفجر في الجو.

لكنّ مسؤولاً في هيئة الأركان المشتركة في سيول رجّح أن يكون الاختبار انتهى بالفشل بعد رحلة امتدت لنحو 250 كيلومتراً.

وانبعث الدخان من الصاروخ بكمية أكبر من المعتاد ما يزيد من احتمال حدوث مشكلات خلال عملية الاحتراق، بحسب المسؤول الذي لفت إلى أنّ الصاروخ يعمل على الأرجح بالوقود الصلب.

لكنّ وكالة الأنباء الكورية الشمالية قالت الخميس إنّ الاختبار "تمّ تنفيذه باستخدام محرّك المرحلة الأولى لصاروخ بالستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب ضمن دائرة شعاعها 170-200 كيلومتر".

وأضافت أنّه "تمّ التحقّق أيضاً من فعالية فخ منفصل عن الصاروخ بواسطة رادار مضادّ للطائرات".

وقال الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني هونغ مينغ إن الحصول على تكنولوجيا الصواريخ متعددة الرؤوس هو هدف نهائي للدول الساعية لحيازة صواريخ بالستية عابرة للقارات تحمل رؤوسا نووية.

وصرّح لوكالة فرانس برس أنه يبدو أن كوريا الشمالية "تختبر مثل هذه التكنولوجيا خطوة بخطوة على المدى الطويل".

وأضاف "يبدو أنهم يحققون تقدما تكنولوجيا في المراحل المبكرة من تطوير الصواريخ متعددة الرؤوس".

بالونات
لثلاثة أيام متتالية أطلقت كوريا الشمالية مئات البالونات المحملة بالنفايات باتجاه الجنوب في حملة دعائية متبادلة.

وقال الجيش الكوري الجنوبي إن نحو 70 بالونا وصل بحلول صباح الخميس، معظمها في مقاطعة جيونغجي الشمالية ومنطقة سيول. وتبين أن محتوياتها لا تمثل خطرا.

وأضاف الجيش "الحمولة تبلغ حوالي 10 كيلوغرامات، لذا هناك خطر إذا هبطت البالونات بسرعة" مؤكدا أن الجيش مستعد للرد.

والرد على البالونات الأخيرة "سيكون وفقا للوضع الاستراتيجي والعملياتي. وهذا يعتمد على تصرفات كوريا الشمالية".

واستأنفت البحرية الكورية الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية في الجزر القريبة من الحدود الغربية بين الكوريتين الأربعاء، في أول تدريبات من نوعها منذ تعليق الاتفاق العسكري لعام 2018 لتخفيف التوتر مع الشمال، بشكل كامل هذا الشهر.

كما أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات جوية مشتركة الأربعاء شملت نحو 30 طائرة من بينها طائرة الشبح الأميركية المقاتلة المتطورة من طراز إف-22 رابتور.

زار الرئيس يون سوك يول الثلاثاء حاملة طائرات أميركية وصلت إلى كوريا الجنوبية لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تهدف إلى مواجهة التهديدات الكورية الشمالية.

وتشمل التدريبات التي تستمر من الخميس إلى السبت، حاملة طائرات أميركية تعمل بالطاقة النووية "يو إس إس ثيودور روزفلت"، ومدمّرة يابانية المزودة بالصواريخ الموجهة "جي إس أتاغو"، وطائرات مقاتلة كورية جنوبية "كيه إف-16" إلى جانب قطع عسكرية أخرى.

ولطالما انتقدت بيونغ يانغ مثل هذه المناورات ووصفتها بأنها تدريبات على الغزو.