إيلاف من باريس: في افتتاحية نارية، هاجمت صحيفة "لوموند" الفرنسية خطط الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تسجل تقدماً في الانتخابات الفرنسية، محذرة من تهديداتها للمبادئ الجمهورية الفرنسية مثل المساواة والمواطنة. ركزت الصحيفة على سياسات الحزب الوطني، الذي يسعى إلى التمييز ضد المواطنين مزدوجي الجنسية وإلغاء حق الجنسية للمولودين في فرنسا، مما يعيد إحياء هوس اليمين المتطرف بـ"الفرنسيين الزائفين".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السياسات ليست فقط تمييزية وغير دستورية، بل أيضاً عبثية من وجهة نظر اقتصادية وثقافية وأمنية، حيث تؤجج الكراهية والانقسام الاجتماعي. ووصفت "لوموند" هذه الإجراءات بأنها محاولات عبثية لملاحقة مزدوجي الجنسية، مؤكدة أن منعهم من تولي بعض الوظائف الحكومية يحيي هوس اليمين المتطرف القديم بـ "الفرنسيين الزائفين"، والذي أدى تاريخيًا إلى تأجيج الكراهية ضد اليهود، ووصفهم بأنهم "غير قابلين للاندماج".

وفي تحليلها، ذكرت الصحيفة أن اليوم يستهدف هذا الهوس الفرنسيين من ذوي الثقافة أو الدين الإسلامي، متهمة اليمين بأنهم يعتبرون هؤلاء المواطنين "فرنسيين على الورق ومشكوك في ولائهم". وأكدت "لوموند" أن ملاحقة مزدوجي الجنسية تعد مسيئة وعبثية من وجهة نظر اقتصادية وثقافية وأمنية ودبلوماسية، وتشكل أيضاً تمييزاً غير دستوري بين المواطنين الفرنسيين.

وأضافت الصحيفة أن التقييد الذي يستهدف الحق في المواطنة لأي شخص يولد في فرنسا، يعتبر تعدياً على مبدأ أساسي تم ترسيخه في الدستور الفرنسي منذ عام 1791، مذكّرة بأن حتى حكومة فيشي لم ترغب في التشكيك فيه.

هجوم على "ورثة تاريخ سياسي طويل من معاداة الجمهورية"
وفي سياق متصل، هاجمت "لوموند" من أسمتهم "ورثة تاريخ سياسي طويل من معاداة الجمهورية"، في إشارة إلى أحزاب اليمين المتقدمة في الانتخابات، معتبرة أن فوزهم يستدعي مراجعة جوهرية لتسلسل الأولويات، وفي مقدمتها الدفاع عن المبادئ الموروثة من الثورة الفرنسية.
ورأت الصحيفة أن خطط الحزب الوطني للتمييز ضد المواطنين مزدوجي الجنسية، وإلغاء الحق في الجنسية للأشخاص المولودين في فرنسا، تعيد إحياء سياسات التمييز التي لطالما عارضتها الجمهورية الفرنسية. وأكدت "لوموند" أن هذه السياسات ستؤدي إلى تقسيم المجتمع الفرنسي وتعزيز الانقسامات العرقية والثقافية، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والأمن الوطني.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن الجمهورية الفرنسية يجب أن تستمر في الدفاع عن مبادئها الأساسية، مثل المساواة والمواطنة، وعدم السماح للأحزاب اليمينية بتمرير سياسات تمييزية تقوض أسس المجتمع الفرنسي.