يفكر المحافظون في الشكل الذي سيبدو عليه مستقبل الحزب في نهاية هذا الأسبوع.
والجواب الفوري لهذا التساؤل: إنه يبدو قاتما.
فلا يزال ريشي سوناك يتزعم الحزب، وأخبر أحد شخصيات الحزب مراسل بي بي سي أنه مستعد للبقاء لمدة شهرين، ولكن ربما ليس لفترة أطول.
وهذا من شأنه أن يعطي الحزب فترة الصيف الحالي لتحديد من سيكون الزعيم المقبل للحزب.
والسبب في ذلك يعود إلى أن قواعد المنافسة على قيادة الحزب يجب أن توضع من قبل لجنة حزبية خاصة وهذه اللجنه لم يُسمى أعضاؤها بعد.
وتسمى هذه اللجنة بـ"لجنة 1922" في حزب المحافظين. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الحزب مطلع الأسبوع المقبل لتحديد من سيتولى منصب رئيسها التنفيذي. ومن ثم ستضع اللجنة جدولا زمنيا للمنافسة.
والسؤال الذي يُطرح داخل الحزب نهاية هذا الأسبوع هو: ما هي المدة التي يجب أن يستغرقها الحزب للعثور على بديل للسيد سوناك؟
ويزعم البعض أن الحزب لابد أن يتبع النموذج الذي بدأه في عام 2005. فقد خسر مايكل هوارد الانتخابات العامة أمام توني بلير، ولكنه بقي هناك لعدة أشهر لإعطاء الحزب مساحة أطول للنقاش حول مستقبله.
ولمع نجم ديفيد كاميرون في ذلك الوقت ليتغلب على المرشح الأوفر حظا ديفيد ديفيس، ويصبح رئيسا للوزراء في عام 2010.
لكن آخرين يقترحون أن الأمر يحتاج إلى إلقاء نظرة أسرع قليلا من عام 2010 لإثبات وجهة نظرهم.
ففي عام 2010، عندما أصبح كاميرون رئيساً للوزراء، أمضى حزب العمال بعض الوقت في اختيار خليفة لغوردون براون. وحينها اختار الحزب إد ميليباند، الذي يشغل حاليا منصب وزير الطاقة بعد فوزه في الانتخابات العامة التي جرت قبل يومين.
لكن بعض المحافظين يعتقدون أنه بحلول ذلك الوقت كانت الحكومة الجديدة قد تمكنت من صياغة روايتها حول إفراط حزب العمال في الإنفاق والحاجة إلى التقشف – وبذلك يكون إد ميليباند قد خسر الحجة قبل أن يبدأ في استلام زمام قيادة حزب العمال، لأن كاميرون وأوزبورن، حينها، كانوا قد سبقوه وقطعوا عليه الطريق الذي كان سيسلكه لمعارضتهم.
الانتخابات البريطانية: ماذا الذي حدث، وما المتوقع بعد ذلك؟
من هو كير ستارمر الذي أعاد حزب العمال إلى السلطة في بريطانيا؟
ولن يتخلى سوناك عن المنصب على الفور، فقد قيل لـ بي بي سي إنه على استعداد للبقاء قائدا في الوقت الحالي، بما في ذلك الإجابة على أسئلة رئيس الوزراء، السير كير ستارمر، في الأسابيع المقبلة، وطرح الأسئلة عليه.
ولتوضيح الواضح، فلن يكون الأمر سهلا بالنسبة لسوناك - الرجل الذي هزمه الناخبون- بأن يطرح الأسئلة على الرجل الذي هزمه.
لكنه يرى أن من واجبه خدمة حزبه على المدى القصير على الأقل.
وإذا استمرت الأمور لفترة أطول من ذلك، فربما ينفد صبره.
لكن أولئك الذين يقترحون أن هناك حاجة إلى وجود عنصر الوتيرة الواحدة داخل حزب المحافظين لكل ما يحدث، يتطلعون إلى صدور الميزانية في أيلول (سبتمبر)، ويعتقدون أنه سيكون من المعقول أن يكون هناك زعيم جديد للحزب بحلول ذلك الوقت.
وهذا يعني أيضا أنهم سيكونون في مناصبهم لحضور مؤتمر حزب المحافظين بعد بضعة أسابيع.
ولا تزال المناورة على المنصب جارية بالفعل.
فلم تنتظر وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان، حتى ينقضي يوم الاقتراع ويذهب قبل أن تطرح القضية.
كما أن وزير الأمن السابق في حكومة المحافظين، توم توغيندات، يحتفل بعيد ميلاده في أحد مراكز الأبحاث في وستمنستر في أحد ليالي الأسبوع المقبل، دعا إليها أعضاء من الحزب وبعض وسائل الإعلام. لذلك لا يبدو من غير المعقول الاعتقاد بأنه قد تكون هناك موجة من السياسة تصاحب شريحة من كعكة عيد ميلاده.
أما بالنسبة للبقية من قيادات الحزب في نهاية هذا الأسبوع، هناك مسألة أكثر إلحاحا تتمثل في تحديد ما سيأتي بعد ذلك بالنسبة لهم شخصيا.
فقد أخبر أحد الوزراء السابقين الذين فقدوا مقعدهم في الانتخابات، رسالة نصية لبي بي سي مفادها: "في النهاية ليس هناك طريقة لإيقاف تسونامي سياسي وطني!، آمل أن يكون ما حدث لحزب المحافظين مجرد عثرة أو عقبة في الطريق عند النظر إليها في المستقبل.
لكن ما حدث هو بمثابة البدء في البحث عن الروح بالنسبة لحزب المحافظين.
التعليقات