نُقل ناشط فلسطيني معروف بتنظيم احتجاجات مناهضة لحركة حماس في غزة إلى المستشفى، بعد تعرضه لاعتداء من قبل مجموعة من الرجال الملثمين.

ونُقل أمين عابد، البالغ من العمر 35 عاما، إلى المستشفى في حالة حرجة بعد أن اختطفه خمسة أشخاص بالقرب من منزله بعد ظهر يوم الاثنين.

وقال عابد، وهو ناشط معروف، لبي بي سي: "لن أتوقف عن استخدام حقي في التعبير عن رفضي لهجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

وتتزايد الأصوات المعارضة لحركة حماس في الأشهر الأخيرة، كما يتزايد غضب سكان غزة من الخسائر الفادحة التي لحقت بالقطاع منذ بداية الحرب.

وقُتل أكثر من 38,240 شخصا في قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنته عناصر من الحركة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

"مسلحون بالمناجل"

وقال عابد إنه اُختطف بالقرب من منزله، على يد خمسة رجال مسلحين بالبنادق والمناجل.

ونُقل إلى منزل شبه مهدم وتعرض للضرب، ووُصف بأنه "عميل لإسرائيل" و"خائن".

وطلب زعيم المجموعة من مهاجمي عابد أن يكسروا أصابعه، حتى لا يتمكن مرة أخرى من كتابة انتقادات لحماس أو "الأحداث البطولية التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

وبعد أن حاولت مجموعة من المارة التدخل، أطلق المهاجمون أعيرة نارية في الهواء وطلبوا منهم الابتعاد، وزعموا أنهم من قوات الأمن التابعة لحماس.

وفي نهاية المطاف، غادر المهاجمون وتمكن المارة من نقل عابد إلى المستشفى.

وكان عابد، وهو شخصية معروفة، قد اعتقل عدة مرات بسبب انتقاده لحكم حماس.

وفي صباح يوم الإثنين، كتب عابد انتقادا طويلا لحركة حماس على فيسبوك، متهما الحركة بـ"تقسيم الشعب الفلسطيني" و"سحق حلمهم في إقامة دولة".

وكتب: "لقد تعبنا أيها العالم، لقد تعبنا حقا".

وفي الأسبوع الماضي، قال في مقابلة مع بي بي سي: "(حماس) تحظى بدعم كبير بين أولئك الذين هم خارج حدود غزة، والذين يجلسون تحت مكيفات الهواء في منازلهم المريحة، والذين لم يفقدوا طفلاً، أو منزلاً، أو عائلة أو مستقبلاً، أو ساقاً (إحدى ساقي الإنسان)".

وقبل ذلك بأيام، انتقد حماس في مقابلة مع قناة العربية، وانتشر مقطع من المقابلة على تطبيق تيك توك.

وفي عام 2019، ساعد عابد في تنظيم احتجاجات حول الحالة الاقتصادية في غزة.

وأصدرت حركة فتح، التي تتشكل منها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية والمنافس السياسي لحركة حماس، بيانا يوم الإثنين أدانت فيه بـ"الاعتداء الصارخ على الناشط أمين عابد في غزة".

ولم تذكر حركة فتح منافستها حماس بالاسم، لكنها قالت إن "سلطات الأمر الواقع في غزة" سمحت بانتشار "الإجرام" في القطاع، وحملتها المسؤولية الكاملة عن سلامة عابد.

وطردت حماس حركة فتح من قطاع غزة في عام 2007، بعد عام من فوزها (حماس) في الانتخابات التشريعية، وعززت قوتها هناك ما عمق الانقسام بين الجماعتين الفلسطينيتين الرئيسيتين.

واختفت قوة الشرطة التي تديرها حماس في غزة إلى حد كبير من الشوارع منذ بداية الحرب، بسبب استهدافها بالغارات الجوية الإسرائيلية، على الرغم من أن الجماعة لا تزال هي السلطة الرسمية في القطاع.

وقد اتصلت بي بي سي بحماس للحصول على تعليق.

ويشن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية على قطاع غزة بهدف "تدمير حماس" حسبما أعلنت، وذلك رداً على هجومها على بلدات جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتُجز 251 آخرون كرهائن بحسب الإحصائيات الإسرائيلية.