تل ابيب: كانت الثالثة فجرًا من يوم الجمعة حين سمع جوناثان كارتن العائد للتو مع أصدقائه إلى شقته ما بدا لهم كأنه هدير طائرة مقاتلة تطير بسرعة على علو منخفض فوق البحر وتتجه نحو تل أبيب.
لكن سرعان ما تبين أنها مسيَّرة تحطمت في مبنى سكني قريب ما أسفر عن مقتل رجل وإصابة آخرين.
وتبنى المتمردون الحوثيون اليمنيون الهجوم المفاجئ فيما تخوض إسرائيل حربا في غزة.
أدى الانفجار الناتج من الضربة إلى تحطيم نوافذ كل المباني المطلة على شارع شالوم عليخيم حيث سقطت المسيَّرة.
وكان كارتن، المستثمر الأميركي الشاب البالغ 27 عامًا من بين عشرات السكان الذين تحطمت نوافذهم أو خُدشت بسبب الحطام واحترقت سياراتهم في ذاك الشارع في العاصمة التجارية لإسرائيل.
وقال كارتن إن نوافذ عشرات الغرف في المبنى المقابل تحطمت، ولكن شقته الجديدة سلمت نسبيا.
وروى أنه وأصدقاءه كانوا ينظرون من النافذة قبل الغارة مباشرة عندما قال أحدهم: "ما هذا هناك؟ ماذا يكون يا ترى؟". وأضاف "التفتتُ، وسمعت أزيزاً قوياً يصم الآذان، مثل ذاك الذي تصدره طائرات أف-35 واف-15، لكن الجسم كان يحلق على ارتفاع 40 مترًا فقط فوق مستوى سطح البحر. لم يبدُ لي الأمر منطقيًا".
ثم استحال الهدير دوياً.
شعر كارتن بهواء حار يلفحه فدفع الجميع إلى الأرض قبل أن ينتقلوا إلى المخبأ المحصن في المبنى الذي يلجأون فيه على نحو متكرر منذ هجوم حماس في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
تهديد صاروخي
أُطلقت مئات الصواريخ على تل أبيب خلال الهجوم وفي الأيام التالية. وتم اعتراض جميعها تقريبًا، لذا فإن نجاح المسيَّرة في إصابة مبنى في المدينة حدث نادر، بغض النظر عن مصدرها.
وقال كارتن وهو يتفقد الأضرار في الخارج "بالطبع، كل هذا يمكن أصلاحه ... المهم أننا نجونا". وأضاف "لا بد أن يُقال إنها منطقة سكنية. وليست هدفا عسكريا".
قالت الشرطة إنها تلقت مئات الاتصالات على خط الطوارئ من سكان الحي بعد الانفجار.
وقال متحدث باسمها إن القتيل في الخمسينات من عمره وأصيب بشظايا.
وقال كينيث ديفيس المقيم في فندق قبالة المبنى الذي ضربته المسيَّرة "استيقظت لأني سمعت صوتاً قوياً يشبه هدير طائرة (بوينغ) 747 قادمة نحوي ... ثم سمعت دويّ انفجار قوي ... تحطم كل شيء في الغرفة، النوافذ، وسقطت أجزاء من السقف عليَّ، لم تكن ثقيلة، لكن الكثير من الأجزاء الصغيرة".
قال الجيش الإسرائيلي إن الفشل في اعتراض المسيَّرة ناجم عن "خطأ بشري".
وقال الحوثيون إن المسيَّرة من طراز جديد، اسمها "يافا" ويمكنها الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
أطلق الحوثيون عشرات المسيَّرات على إسرائيل منذ نحو تسعة أشهر ولكن الطائرات المقاتلة وصواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية اعترضتها جميعها تقريباً.
وقال المتحدث العسكري دانيال هغاري إن المسيرة إيرانية الصنع على الأرجح وتم تطويرها حتى تتمكن من الوصول إلى تل أبيب من اليمن الذي يبعد 1800 كيلومتر على الأقل.
وأضاف "الأرجح أنها من طراز صمد 3 ونقدر أنها أطلقت من اليمن".
وأقر بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست "مُحكمة"، وقال إنه تم تكثيف الدوريات الجوية الإسرائيلية والتحقيق جار في الهجوم.
وقال إن الجيش سيقرر ما سيكون عليه "الرد على من يهددون إسرائيل".
التعليقات