حصلت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، رسمياً على العدد اللازم من أصوات المندوبين للترشح عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وقالت هاريس: "يشرفني أن أكون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة"، وذلك في اتصال هاتفي مع أعضاء في الحزب كانوا يحتفلون بحصولها على ما يكفي من أصوات المندوبين في اليوم الثاني من التصويت الافتراضي.

وسيتم ترشيحها رسمياً في مؤتمر الحزب في شيكاغو في وقت لاحق هذا الشهر.

وهاريس هي أول امرأة سوداء، وأول امرأة أصولها من جنوب آسيا تحمل لواء البيت الأبيض لحزب سياسي أمريكي كبير.

وفي حال فوزها على منافسها دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ستكون هاريس أول امرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة.

وترشحت هاريس بالتزكية في عملية تصويت إلكترونية، بعد أن تنحى الرئيس جو بايدن الشهر الماضي عن خوض السباق الرئاسي. وسرعان ما أيد بايدن كمالا هاريس، وحذا حذوه لاحقاً العديد من المنافسين المحتملين.

و أصبحت هاريس، الجمعة، المرشحة الرسمية بعد حصولها على دعم 2,350 صوتاً، وهو الحد الأدنى المطلوب لكسب الترشيح.

وقالت في تصريحات مقتضبة خلال مكالمة هاتفية: "نحن نؤمن بوعد أمريكا وهذا ما تدور حوله هذه الحملة. نحن على الطريق ولن يكون الأمر سهلاً، لكننا سننجزه".

وقال الديمقراطيون إن 3,923 صوتاً - أو 99 في المئة من المشاركين - يعتزمون التصويت لها.

وبدأت عملية فرز الأصوات يوم الخميس وتنتهي يوم الاثنين القادم.

كامالا هاريس
Reuters

ولدت هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، وهي أول مرشحة ديمقراطية في تاريخ الحزب، الذي يمتد لنحو مئتي عام، تنحدر من ولاية غربية.

وقد تدرجت في المناصب السياسية في الولاية من مدعية عامة في سان فرانسيسكو، إلى مدعية عامة في كاليفورنيا ثم عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي.

وقبل انسحابه من السباق الرئاسي، كان بايدن قد فاز بسهولة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، إذ لم يواجه معارضة شديدة على الرغم من مخاوف الناخبين بشأن سنه، وقد حصل على دعم 99 في المئة من مندوبي الحزب الديمقراطي الذين تعهدوا بالتصويت له.

لكن بايدن، البالغ من العمر 81 عاماً، واجه ضغوطاً متزايدة من داخل الحزب للانسحاب بعد أدائه الضعيف أمام منافسه ترامب في مناظرة يونيو/حزيران الماضي.

وتجري مناصب الترشيح الرسمي عادة حضورياً خلال مؤتمر عام يعقده الحزب هذه السنة في شيكاغو من 19 إلى 22 أغسطس آب.

لكن مع تحديد ولاية أوهايو مهلة تنتهي، الأربعاء المقبل، ليعلن الحزبان الديموقراطي والجمهوري اسمي مرشحيهما للبيت الأبيض، قرر الديمقراطيون استباق موعد المؤتمر ومباشرة التصويت إلكترونياً.

وكان القادة الجمهوريون في الولاية قد حذروا من أنهم "سيطبقون القانون"، وعلى الرغم من أن المشرعين في نهاية المطاف أقروا إعفاءً كما فعلوا في الماضي، إلا أن الديمقراطيين قالوا إن إجراء تصويت مبكر من شأنه أن يمنع المزيد من مخاطر استبعاد مرشحيهم من الاقتراع.

ولا يحتاج المندوبون إلى التصويت على اختيار نائب الرئيس.

ومن المتوقع أن تقوم كامالا هاريس بتسمية نائبها بحلول يوم الإثنين القادم.

وكانت حملة ترامب وبعض الجمهوريين قد انتقدوا استبدال بايدن بكامالا هاريس، بحجة أنها أول مرشحة من الحزب الرئيسي تحصل على الترشيح دون عقد مؤتمر صحفي أو مقابلة. وقد أشار البعض إلى الاستبدال على أنه "انقلاب".

إلا أن هاريس خاضت حملتها الانتخابية بقوة وشرسة منذ تأييد بايدن لها، وعقدت العديد من التجمعات الانتخابية وجمعت التبرعات من جميع أنحاء الولايات التي تشهد تنافساً انتخابياً.

وأعلنت حملة هاريس، الجمعة، أنها جمعت أكثر من 310 مليون دولار في شهر يوليو/ تموز، حيث تبرع أكثر من ثلثي الأشخاص بالمال لأول مرة.

هذا الرقم هو أكثر من ضِعْف المبلغ الذي جمعته حملة ترامب الشهر الماضي، والبالغ 138 مليون دولار أمريكي، وهو أكبر حصيلة في الدورة الانتخابية لعام 2024 حتى الآن.