إيلاف من واشنطن: لا أحد يعلم على وجه اليقين ما إذا كانت التفاعلات الأميركية مع اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تعتمد على الموقف والتوقيت وتطورات الأمور، أم هي مدروسة سلفاً وذلك من فرض تناقضاتها.

فقد كانت أميركا هي مصدر القنبلة التي اخترقت كل الحواجز لتقتل نصر الله ورفاقه، وهي التي غضبت من عدم معرفتها بقرار الاغتيال إلا قبل التنفيذ مباشرة، وأميركا هي التي قالت "نحن لا علاقة لنا باغتيال نصر الله" ثم بعد ذلك احتفلت عن طريق بايدن الذي قال إن قتل نصر الله هو العدالة يعينها.

القنبلة أميركية
قال عضو بمجلس الشيوخ الأميركي،الأحد، إن القنبلة التي استخدمتها إسرائيل لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت الأسبوع الماضي كانت قنبلة موجهة أميركية الصنع.

وقال مارك كيلي، رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، خلال مقابلة مع شبكة "إن. بي. سي" إن إسرائيل استخدمت القنبلة "مارك 84" زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام). وهذا هو أول تصريح أميركي عن نوع السلاح المستخدم في الهجوم.

وأضاف كيلي: "نرصد تزايد استخدام الذخائر الموجهة.. ذخائر الهجوم المباشر المشترك.. ونواصل توفير هذه الأسلحة.. تلك القنبلة التي تزن ألفي رطل والتي استخدمت لتصفية نصر الله هي قنبلة من طراز مارك 84".

ولم تعلّق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حتى الآن على تصريحات كيلي.

وتحول ذخائر الهجوم المباشر المشترك القنابل العادية غير الموجهة إلى أسلحة موجهة باستخدام أجنحة ونظام توجيه يعمل بنظام تحديد المواقع العالمي "جي. بي. إس".

غضب أميركي.. لماذا؟
قالت صحيفة إسرائيلية، إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، وبخ وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عندما أبلغه قبل فترة وجيزة فقط، بخطط الجيش الإسرائيلي لاغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وحسب ما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الأحد 29 أبلغ غالانت أوستن بعزم إسرائيل اغتيال نصرالله قبل وقت قصير من الهجوم على بيروت، بسبب قلة الثقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

لم نفعلها.. ثم تهنئة من بايدن!
وبعد الإعلان الرسمي عن مقتله بضربة جوية إسرائيلية، اعتبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، "هو معيار للعدالة للكثير من ضحاياه ومنهم آلاف المدنيين الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين".

وأضاف بايدن أن "أميركا تدعم تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران".

كذلك أوضح أن واشنطن وجهت وزير الدفاع لويد أوستن بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لردع أي عدوان وتقليل مخاطر التحول إلى حرب شاملة بالمنطقة.

وأكد أن هدف بلاده هو خفض التصعيد في الصراعات الحالية سواء في غزة أو لبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية، وقبل الإدلاء بهذا التصريح أكد مصدر أميركي رسمي أن الولايات المتحدة ليست ضالعة في اغتيال نصر الله وليس لها علاقة بما حدث.