إيلاف من القدس: لم تتمكن أو بالأحرى لم تقرر تل أبيب أو طهران تحت تأثير ضغوط عالمية وحسابات خاصة معقدة للغاية خوض الحرب الشاملة المباشرة حتى الآن، ليصبح الصراع بينهما أقرب إلى مباريات الملاكمة التي يتم احتساب نتائجها بالنقاط وليس بـ" الضربة القاضية".
وتشير الأوضاع الراهنة إلى أن المباراة انتهت، ولن يكون هناك رد إيراني على الأرجح، انتظاراً لمباريات قادمة قد يستمر معها صراع النقاط، في ظل إصرار العالم على منع "الضربات القاضية".
ويظل السؤال مطروحاً بقوة :"هل ترد إيران على الضربة الإسرائيلية الأخيرة؟"، تصرحات المرشد الأعلى علي خامنئي تقول "لا"، صحيح أنها "لا المستترة الغامضة" ولكنها تظل "لا"، في حين أكدت وجوه أخرى في سدة الحكم والسلطة في إيران أن الرد قادم لا محالة.
قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، حول الرد المحتمل لطهران على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران: "يجب على المسؤولين تحديد كيفية إيصال قوة وإرادة الشعب الإيراني إلى إسرائيل، وينبغي تنفيذ ما هو في مصلحة الشعب والبلد".
وأضاف خامنئي: يجب ألا يتم التضخيم أو التقليل من شرور إسرائيل، بل يجب أن يتم إرباك حسابات إسرائيل، وأن يفهموا قوة وإرادة إيران".
أما ممثل خامنئي، فقال :"أي تقاعس في الرد على إسرائيل يعني الدعوة لعدوان أوسع ضد إيران، وكتب ممثل خامنئي في صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، في افتتاحية الصحيفة قائلاً: "إن أي تقاعس في توجيه ردّ حاسم ورادع لإسرائيل يعني عمليًا الدعوة لأميركا وقاعدتها الإقليمية (إسرائيل)، للقيام بهجمات مدمّرة ضد إيران وشعبها".
أما رئيس البرلمان الإيراني، فقال "الرد على إسرائيل حتمي مع مراعاة الظروف" ، وأضاف رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف: "رغم أن الهجوم العسكري الإسرائيلي جاء بدافع الضعف، وانتهى بفشل آخر لهم، فإن إيران ترى نفسها، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مخولة بالدفاع عن نفسها. والرد على هذا العدوان حتمي مع مراعاة الظروف الملائمة".
أميركا تحذر إيران من "فخ الرد"
من جانبه قال وزير الدفاع الأميركي :"على إيران ألا ترتكب خطأً بالرد على هجوم إسرائيل"، وناقش مع نظيره الإسرائيلي، يوم السبت، الهجوم الإسرائيلي على إيران خلال اتصال هاتفي. وأكد لويد أوستن على دعم الولايات المتحدة الثابت لأمن إسرائيل، مشيراً إلى أن على إيران ألا ترتكب خطأً بالرد على هجمات إسرائيل.
كما شدد أوستن على أهمية استخدام الدبلوماسية لتخفيف التوترات في المنطقة، والعمل على إطلاق سراح الرهائن، وإقرار وقف إطلاق النار في غزة، وعودة النازحين عند الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى منازلهم.
تدمير جميع أنظمة صواريخ إس-300
وكشفت وول ستريت جورنال عن تدمير جميع أنظمة صواريخ إس-300 الإيرانية في الهجوم الإسرائيلي، وأفادت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي، أن إيران كانت تمتلك قبل الهجوم الإسرائيلي أربعة أنظمة دفاع جوي من طراز إس-300، والتي كانت تُعتبر أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورًا لديها، لكن جميع هذه الأنظمة دُمّرت في الهجوم الإسرائيلي.
تقييم اسرائيل.. الإيرانيون يفكرون في الرد
صحيفة معاريف قالت إن التقييم الإسرائيلي هو أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي، وأفادت الصحيفة الإسرائيلية إلى إنه من المستحيل على إيران ألا ترد، خاصةً وأن الهجوم على طهران شاهده الجميع في المنطقة.
وجاء في التقرير أنه في الهجوم التالي، ستكون الظروف مختلفة، إذ ستكون الانتخابات الأميركية قد انتهت، وستكون إسرائيل قد اقتربت من تحقيق أهدافها في الحرب على لبنان.
وذكر المسؤولون أن مثل هذا الوضع سيمنح إسرائيل مزيدًا من القدرة على استهداف نطاق أوسع من المواقع الإيرانية، بما في ذلك أهداف حساسة. وأضاف التقرير أنه إذا هاجمت إيران إسرائيل، فإن الأخيرة ستعود إلى خياراتها السابقة، ومنها الهجوم على المواقع النووية ومنشآت الطاقة والمعالم الإيرانية.
التعليقات