إيلاف من واشنطن: ألغى أكثر من 250 ألف قارئ لصحيفة واشنطن بوست - أو 10% من قاعدة عملاء الصحيفة - اشتراكاتهم بعد أن منع المالك جيف بيزوس هيئة التحرير من نشر تأييد لنائبة الرئيس كامالا هاريس، وفقًا لتقرير.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، فقدت الصحيفة الشهيرة 200 ألف مشترك بعد أن علمت لأول مرة أن الإدارة قررت أنها لن تسمح بعد الآن لمجلس التحرير بتأييد مرشح للرئاسة في السباق الحالي وكذلك في الانتخابات المستقبلية، وفقًا لتقارير إعلامية.

ونشر قطب الأعمال مقالا (الإثنين) في صحيفته يدافع فيه عن هذه الخطوة باعتبارها "قرارا مبدئيا" نظرا لأن التأييد الرئاسي "يخلق تصورا بالتحيز".

ولكن على ما يبدو فإن تفسير بيزوس لم يهدئ قراء صحيفة واشنطن بوست، وبحلول يوم الثلاثاء، قام أكثر من 250 ألفًا منهم بإلغاء حساباتهم، وفقًا للإذاعة الوطنية العامة، ورفض متحدث باسم صحيفة واشنطن بوست التعليق.

2.5 مليون مشترك.. ورياح مالية معاكسة
خسارة الاشتراكات بهذا الحجم ستكون بمثابة ضربة موجعة لمؤسسة إخبارية عريقة تواجه بالفعل رياحا مالية معاكسة، حيث يبلغ عدد مشتركي صحيفة واشنطن بوست أكثر من 2.5 مليون مشترك في العام الماضي، معظمهم رقميون، مما يجعلها الثالثة بعد صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة وول ستريت جورنال من حيث التوزيع.

كان مؤسس أمازون جيف بيزوس، الذي تبلغ ثروته الصافية 213 مليار دولار، وهي ثاني أكبر ثروة في العالم، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات ، يحتفل مع كاتي بيري في أوروبا يوم الجمعة بينما كانت الاضطرابات تتكشف في غرفة أخبار صحيفة واشنطن بوست.

التحيز ما هو إلا تجارة
في مقاله يوم الاثنين ، كتب بيزوس أن التأييد التحريري يخلق تصورًا للتحيز في وقت لا يصدق فيه العديد من الأميركيين وسائل الإعلام، ولا يفعلون شيئًا لترجيح كفة الانتخابات، وقال بيزوس "إنهاء هذه التجارة هو قرار مبدئي، وهو القرار الصحيح".

وكتب بيزوس أنه كان يتمنى لو أن قرار إنهاء التأييد الرئاسي اتخذ في وقت سابق، "في لحظة أبعد عن الانتخابات والعواطف المحيطة بها. كان ذلك تخطيطًا غير كافٍ، وليس استراتيجية مقصودة".

وفي أعقاب هذا القرار، استقال اثنان من كتاب الأعمدة في الصحيفة، واستقال ثلاثة من الأعضاء التسعة في هيئة التحرير من مناصبهم.

الديموقراطية هي الضحية
وكان رئيس تحرير صحيفة واشنطن بوست المتقاعد مارتن بارون، الذي كان رئيس تحريرها عندما اشترى بيزوس الصحيفة، قد ندد بالقرار على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفه بأنه "جبن، والديمقراطية هي ضحيته".

وأشار بعض النقاد إلى أن بيزوس، مالك شركة أمازون أيضًا، أمر بعدم تأييد ترامب لحماية مصالحه التجارية، وأنه يتصرف بدافع الخوف من الانتقام إذا تم انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأيدت صحيفة واشنطن بوست منافسي ترامب الديمقراطيين في عامي 2016 و2020، وكثيراً ما ندد ترامب بالتغطية الانتقادية التي نشرتها الصحيفة.

وفي عموده، قال بيزوس إن الناس يمكن أن يروا ثروته ومصالحه التجارية كأحد أمرين - إما حصن ضد الترهيب أو شبكة من المصالح المتضاربة.

وتابع :"أتحد أن تجد حالة واحدة خلال تلك الأعوام الـ11 حيث تمكنت من إقناع أي شخص في الصحيفة لصالح مصالحي الخاصة"، كما كتب.

"لم يحدث ذلك.".

الأزمة تمتد إلى صحف أخرى
وبحسب شركة سيمافور، قام نحو 18 ألف قارئ بإلغاء اشتراكاتهم في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، وفي هذه الأثناء، تخلى القراء الغاضبون أيضًا عن صحيفة يسارية أخرى قررت التخلي عن تأييد هاريس - صحيفة لوس أنجلوس تايمز، التي تدخل مالكها الملياردير، الدكتور باتريك سون شيونج، أيضًا ضد رغبات هيئته التحريرية.

واستقال أعضاء هيئة التحرير في الصحيفتين من مناصبهم احتجاجا على القرار.