إيلاف من بيروت: وفقا للتوقيت المحلي في لبنان وإسرائيل، دخل فجر الأربعاء "اتفاق وقف إطلاق النار" حيز التنفيذ بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وسط تساؤلات عن مستقبل حزب الله العسكري والسياسي، وانعكاس الاتفاق على المنطقة.

ورغم تنفيذ الاتفاق إلا أن إسرائيل دكت العاصمة بيروت بعنف وكثفت هجماتها البرية جنوب لبنان فيما خاضت فرقة تابعة للواء الإسكندروني مواجهات مباشرة مع عناصر لحزب الله خلال عمليات مداهمة عند نهر الليطاني.

وأفادت مصادر بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس صادق مع رئيس هيئة الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية على اهداف لهجمات في لبنان.

من جانبه، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن أي اتفاق إذا تم توقيعه لن يساوي قيمة الورق الذي تم التوقيع عليه.

وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، أعلن من جانبه أن لبنان سينشر 5 آلاف جندي في جنوب البلاد كجزء من التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار المتوقع توقيعه قريبًا.

بينما أكد النائب عن حزب الله حسن فضل الله أن الجماعة ستبقى بعد نهاية الحرب، بما في ذلك عن طريق مساعدة النازحين اللبنانيين في العودة إلى قراهم وإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية.

استغلال اللحظات الأخيرة

الواضح أن إسرائيل تحاول تكرار ما قامت به عام 2006 من خلال استغلال اللحظات الأخيرة قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ ورسم معالم انتصار من خلال الضربات الهيستيرية على لبنان، وشن ضربات قبل وقف إطلاق النار.

من جهة أخرى، سيخرج حزب الله بصورة القوي والواثق من نفسه لأن آلة الحرب الإسرائيلية لم تكسر مقاومته التي ستقوى ويشتد عودها. فهو لن ينتهي كحزب سياسي أو عسكري كما لن تنتهي حركة حماس لأنها فكرة والشعب الفلسطيني أصبح يؤيد حماس ونصف الشعب اللبناني أصبح يؤيد حزب الله.

وقد قصف حزب الله كل المناطق الإسرائيلية وهو على إستعداد لقصف إسرائيل إن خالفت قرار 1701، هذا الأخير الذي لا يذكر نزع سلاح حزب الله.

حزب الله قد يستفيد من الاتفاق
وقال الخبير في السياسة الخارجية جوناثان جيليام، إن "حزب الله سيكون قادرا على هيكلة نفسه وهذا يعود لكون إيران تدعمه".

وأضاف جيليام أن حزب الله قد يستفيد من الاتفاق في استعادة قوته ورص صفوفه وإعادة تسليح نفسه وهو ما قد تقوم به حركة حماس أيضا بعد وقف إطلاق النار.

واعتبر أن إيران هي القاسم المشترك في كل ما يجري وقد تقوم بتغيير تعاملها مع الإمدادات التي تقدمها للحزب وللمجموعات الأخرى.
وأشار إلى أن "التعامل مع حركة حماس أصعب من التعامل مع حزب الله لأن وضع حماس مختلف والمكان الذي تخوض فيه القتال يستشري فيه الفقر ويسهل على الحركة الاختفاء".

ولفت إلى أن هناك انقساما في حزب الله بشأن ما يحدث مع إسرائيل لكن هذا الانقسام لا يحدث مع حماس، لكنه استدرك بالقول إن التعامل مع حماس في المستقبل سيكون أسهل لأن إسرائيل فككت البنى التحتية التي تستخدمها حماس في غزة والضفة الغربية وقد تكون هناك منطقة عازلة في غزة.