إيلاف من لندن: وسط التوقعات باحتمال أن يتم انتخاب بابا جديدا من إفريقيا، خلفا للبابا الراحل فرنسيس، فإن أول بابا في التاريخ من أصول إفريقية هو البابا الرابع عشر للكنيسة الكاثوليكية فيكتور الأول.

وتقول تقارير إنه لو كان نمو عدد الكاثوليك هو العامل الوحيد الذي يحدد جنسية البابا القادم، لكان من شبه المؤكد أن يكون أفريقياً. إذ تُعد أفريقيا الأسرع نمواً من حيث عدد السكان الكاثوليك في العالم، فقد ارتفعت نسبتهم لتصل إلى 3.31 في المئة خلال الفترة ما بين عامي 2022 و2023.

وتشير أحدث الأرقام الصادرة عن الفاتيكان إلى أن 20 في المئة من كاثوليك العالم يعيشون في القارة الإفريقية.

ابن ليبيا
يذكر أن فكتور الأول هو بابا الكنيسة الكاثوليكية الرابع عشر وقديس وفق المعتقدات المسيحية، استلم أسقفية روما خلال الفترة الممتدة من 189 وحتى 199 ميلادية، وهو من مواليد أفريقيا الرومانية التي هي ليبيا حاليًا، وعلى الأرجح أنه ولد في طرابلس، ويعتبر واحدًا من أهم بابوات الفترة المسيحية الأولى.

وتلاه من إفريقيا في المنصب القيادي للكنيسة الكاثوليكية كل من البابا ميلتيادس (311-314)، والبابا جلاسيوس الأول، الذي كان بابا من 492 إلى 496. وحسب ما هو موثق وتحتفظ به مراكز بحث إضافة إلى الفاتيكان، فإنه في السنوات الخمس الأولى من حبرية فيكتور، كان حاكم الإمبراطوية الرومانية كومّودوس الذي كفّ عن اضطهاد المسيحيين على عهد هذا البابا.

أما في السنوات الخمس التي تلتها فقد صعد إلى الحكم الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس الذي لاحق المسيحيين بشراسة. لهذا يُعتَقد على الأغلب أن فِكتور قد مات شهيداً.
وحسب (ويكيبيديا) يقال إن البابا فكتور غير لغته من الأمازيغية إلى اللاتينية، والتي استخدامها في بلده في شمال أفريقيا. وهو من حول لغة العبادة والصلاة في الكنيسة من اللغة اليونانية إلى اللاتنية.

وكان البابا فيكتور أول بابا أفريقي. حاول حلّ الجدل الدائر حول الاحتفال بعيد الفصح من خلال اجتماع كبير لأعضاء الكنيسة من روما وبلاد الغال (فرنسا) ومناطق بلاد ما بين النهرين (العراق) وما حولها، حيث اتفقوا على الاحتفال بعيد الفصح يوم أحد بدلًا من عيد الفصح اليهودي، أيهما يوافق ذلك اليوم.
إلا أن كنيسة آسيا الصغرى التزمت بالاحتفال بعيد الفصح. في البداية، أعلن البابا فيكتور حرمان أتباع آسيا الصغرى من الكنيسة، لكنه انسحب على ما يبدو تحت وطأة الاحتجاج، وقُبل أعضاء الكنيسة مرة أخرى في الكنيسة.