قال المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، آرني سلوت، إنه "ليس ضعيفاً"، مؤكدًا أن الأزمة مع محمد صلاح لم تُقوّض سلطته داخل الفريق.
وجاءت تصريحات المدرب الهولندي عشية لقاء فريقه مع إنتر ميلان الإيطالي.
اللاعب المصري البالغ من العمر 33 عامًا استُبعد من قائمة المباراة المقررة الثلاثاء، وذلك بعد تصريحات صحفية مثيرة أدلى بها قبل يومين، قال فيها إنه "تعرّض للطعن في الظهر" من قبل النادي، وإن علاقته مع سلوت قد انهارت.
وقال سلوت إنه لا يرى الأمور بهذه الطريقة، مشيراً إلى أنه "تفاجأ" بتصريحات صلاح.
وتحدث سلوت في ميلانو مساء الاثنين قائلاً إنه "لا يعلم إطلاقاً" ما إذا كان صلاح، الذي جدّد عقده لعامين في إبريل/نيسان، قد لعب مباراته الأخيرة مع ليفربول، لكنه شدد على أنه "يؤمن دائمًا بإمكانية عودة أي لاعب".
وأوضح أن محادثته مع صلاح لإبلاغه بأنه لن يسافر إلى ميلانو كانت "قصيرة".
وقال: "عادةً أكون هادئًا ومهذبًا، لكن هذا لا يعني أنني ضعيف. إذا كان للاعب مطالب بهذا الحجم في أمور كثيرة، فعليّ أنا والنادي أن نرد. وقد رأيتم ردّنا – هو غير موجود هنا."
وأضاف: "لا أشعر بأن سلطتي تضررت، هذا ليس ما أشعر به. بعد مباراة الغد سنراجع الوضع. هناك دائماً إمكانية لعودة أي لاعب. ولا فكرة لديّ عمّا إذا كان قد خاض آخر مباراة له مع ليفربول، لا يمكنني الإجابة عن هذا الآن."
- كيف صار الفرعون المصري محمد صلاح "تعويذة" لليفربول؟
- بين دعوة إلى تقديره وترقّب لـ"درس العمر"، كيف رأى مغردون أزمة محمد صلاح مع فريق ليفربول؟

وكان محمد صلاح قد قال في مقابلة صحفية إنّه "من الواضح جداً أنّ هناك من يريد أن يُلقى عليّ اللوم بشكل كامل".
من جهته أشار آرني سلوت إلى أنّه لا يعرف ما إذا كان صلاح يقصده بهذا الكلام، وشرح أسباب استبعاده من المباريات الثلاث الماضية.
وقال سلوت: "يصعب عليّ معرفة مَن كان يقصده. هذا ليس ما أشعر به. من حقه أن تكون له مشاعره الخاصة، لكن ليس من حقه أن يصرّح بها لوسائل الإعلام."
وأضاف أنّ صلاح كان "ملتزماً للغاية" وتدرّب بجهد كبير" قبل مباراة نهاية الأسبوع، ما جعل تصريحاته مفاجِئة بالنسبة إليه.
وتابع: "نعم، كنّا نتحدث، لكن هذا لا يعني أننا كنّا نتفق دائماً على كل شيء. وليست هذه أول مرة أو آخر مرة يخرج فيها لاعب استعبد من التشكيلة الأساسية بتصريح مماثل."
وأوضح سلوت أنّ الفريق عانى هذا الموسم، مضيفاً: "حاولت إيجاد حلول، فهذا عملي. جرّبنا عدة خيارات، لكنّنا ظهرنا بصورة ضعيفة جداً أمام نوتنغهام فورست وبي إس في ايندهوفن، لذلك قررت الدفع بلاعب وسط إضافي."
وأفادت مصادر لبي بي سي سبورت أنّ قرار استبعاد محمد صلاح واتخاذه قرار البقاء في خارج الملعب جاء بدعم كامل من المدرب آرني سلوت، وأنّ الخطوة تصبّ في مصلحة جميع الأطراف نظراً لطبيعة تصريحات اللاعب وتوقيتها، وما تسببه من حساسية داخل الفريق.
وتشير المعلومات إلى أنّ النادي لن يتخذ أي إجراء تأديبي رسمي بحق صلاح.
ومن المقرر أن يغادر اللاعب للانضمام إلى المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية يوم الاثنين المقبل، ما يعني أنّه سيغيب أيضاً على الأرجح عن مباراة ليفربول في الدوري الإنجليزي ضد برايتون يوم السبت (15:00 بتوقيت غرينتش).
وسجّل صلاح 250 هدفاً لليفربول منذ انضمامه من روما عام 2017، لكنه اكتفى هذا الموسم بـ خمسة أهداف فقط في 19 مباراة.
وأعلن سلوت قائمة من 19 لاعباً لمواجهة إنتر ميلان الثلاثاء، في ظل غياب المهاجمين كودي جاكبو وفيديريكو كييزا، ولاعب الارتكاز الدفاعي واتارو إندو.
"آمل أن يلعب مجدداً لصالح ليفربول"

قال حارس مرمى ليفربول أليسون إنّ زملاء محمد صلاح "لديهم آراء مختلفة" حول تصريحاته الأخيرة، لكنه شدد على أنّه يرغب في عودة اللاعب المصري إلى الفريق.
وأضاف: "هذه ليست وضعية تسعدنا. قبل أي شيء، نحن جميعا على المستوى الشخصي نحبّ مو. فوجئنا قليلاً بما حدث، لكننا ندرك أنّها مسألة شخصية، ولذلك نتركها بينه وبين النادي. ما نعتقده نحن لا يغيّر شيئاً. ما نريده هو أن يتوصل هو والنادي إلى اتفاق يخدم مصلحتهما ومصلحة الفريق."
وتابع: "آمل أن يلعب مجدداً للنادي."
وأكمل أليسون قائلاً: "نحن كزملاء وأصدقاء نتمنى أن يحدث الأفضل له، لكن كلاعبي ليفربول نريد أيضاً الأفضل للنادي. نريد صيغة يربح فيها الجميع."
كما عبّر عن دعمه لمدربه آرني سلوت، قائلاً: "نؤمن بأسلوب لعبه، وبقدرته على مساعدتنا في قلب هذا الوضع لصالحنا."
تحليل – سلوت يوجّه رسالة واضحة: أنا صاحب القرار

بعد مرور نحو 48 ساعة على تصريحات محمد صلاح، جاءت الفرصة لآرني سلوت ليعرض روايته. ورغم أنّ الاثنين كان يوم عطلة رسمية في ميلانو، امتلأت قاعة المؤتمرات في سان سيرو عن آخرها، في واحد من أكثر المؤتمرات الصحفية ترقّباً قبل أي مباراة في الفترة الأخيرة.
بدأ سلوت حديثه بخفّة ظل، ممازحًا أحد الصحفيين لأنّه طرح خمسة أسئلة دفعة واحدة. لكنّ التفاصيل بدأت تتكشف تدريجيًا، واتّضح سريعًا من يقود الدفة.
عندما سألته بي بي سي سبورت عمّا إذا كان يفهم تصريحات صلاح حين قال إنّه "تم التخلي عنه"، أجاب سلوت: "عادةً أكون هادئاً ومهذباً، لكنني لست ضعيفاً. إذا قدّم لاعب مثل هذه التعليقات عن أمور كثيرة، فعليّ أنا والنادي أن نرد. وقد رأيتم ردّنا: هو غير موجود هنا."
بدت هذه جملة حاسمة، وجاء الدعم لاحقًا من الحارس أليسون، الذي أكد أن الفريق يقف بوضوح خلف المدرب الذي فاز سابقاً بالدوري الإنجليزي. كان ذلك مهماً في ليلة طُرحت فيها على سلوت أسئلة حول ما إذا كانت سلطته قد تضررت جراء ما حدث.
سلوت نفى تمامًا شعوره بأن سلطته تزعزعت، رغم اعترافه بأن تصريحات صلاح فاجأته عندما سمعها مساء السبت. لم يدخل في التفاصيل، واكتفى بالقول إن حديثه مع صلاح كان قصيراً، لكنه قال ما يكفي لتوضيح الصورة من دون تصعيد الأزمة.
الأهم أنّ الباب ما زال مفتوحًا أمام صلاح، حتى لو قال سلوت إنّه ليس لديه "أي فكرة" عمّا إذا كان اللاعب البالغ 33 عاماً قد خاض مباراته الأخيرة مع النادي.
النادي يعزو ذلك إلى أنّ صلاح نفسه هو من أثار مسألة مستقبله. الموقف الرسمي يقول إن اللاعب مرتبط بعقد، وإن المدرب "مؤمن تماماً" بوجود إمكانية لعودة أي لاعب إلى الفريق.
بعد عشر دقائق من الأسئلة التي دارت حصرياً حول صلاح، تدخل مسؤول الإعلام المرافق لسلوت بحزم طالباً الانتقال إلى أسئلة المباراة نفسها.
مع ذلك، وبصرف النظر عن أداء ليفربول أمام إنتر ميلان يوم الثلاثاء، يبدو واضحاً أنّ هذه القصة ستظل تتصدر العناوين حتى تتضح نهايتها بالكامل.
- أي قصص نجاح صنعت فوز ليفربول ببطولة الدوري الانجليزي؟
- الأفضل في البريميرليغ: ما هي إنجازات صلاح التاريخية في الملاعب الأوروبية؟
- "الزواج المثالي مستمر، ليفربول وصلاح بحاجة لبعضهما البعض"





















التعليقات