الجمعة: 28. 10. 2005

محمد سلماوي

قال الاستاذ نجيب محفوظ‏:‏ لكل مجتمع من المجتمعات في العالم مجموعة ركائز يقوم عليها‏,‏ وإحدي الركائز الاساسية التي يقوم عليها المجتمع المصري هي الوحدة الوطنية‏,‏ وأنا أنتمي لجيل عاصر عدة اختبارات قاسية للوحدة الوطنية سواء من جانب الاستعمار أو بسبب الظروف السياسية التي مرت علينا‏,‏

لكنها انتهت جميعا بانتصار الوحدة الوطنية‏,‏ فكتب لورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مذكراته أن الفرق الوحيد بين المسلم والمسيحي في مصر هو أن الأول يصلي في المسجد والثاني في الكنيسة‏,‏ أما بعد ذلك فهما جزء من نسيج واحد للمجتمع لا فرق في العادات والتقاليد ولا في اللغة والثقافة بين أي منهما‏.‏

لقد كنا نعرف بالمصادفة وحدها ان كان احد اصدقائنا مسلما او مسيحيا فلم يكن هذا موضوعا نتوقف عنده بالبحث والسؤال‏,‏ وأذكر ان احد اصدقائي توفي والده وأردت أن أقدم له واجب العزاء فعلمت أنه سيكون في الكنيسة وليس في الجامع وعندئذ فقط أدركت انه مسيحي‏,‏ أما الجنازة فكانت واحدة وسرادق العزاء واحدا‏.‏

ولقد كانت الحكومة في عهدنا تتكون من‏12‏ وزيرا فقط لكنك كنت تجد من بينهم اثنين من الأقباط‏,‏ كما أن ويصا واصف باشا كان لسنوات هو رئيس مجلس النواب‏,‏ وقد أصبح بطلا سياسيا حين قاد حملة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء إسماعيل صدقي باشا المسلم الذي حل البرلمان‏.‏

ويختتم الاستاذ حديثه قائلا‏:‏ لقد نشأنا في مناخ من الأخوة لا تعصب فيه‏,‏ فلم يكن بيننا قبطي ومسلم فقد كنا جميعا مصريين‏.‏