جون تيرني

عندما توجد ثلاثة نساء لكل رجلين في الجامعات الأميركية، فمن ستتزوج الثالثة؟.

ليس هذا سؤالا نظريا. فالفتيات اللائي كنا أقلية في الجامعات قبل ربع قرن، يمثلن اليوم 57 في المائة من الجامعيين، ومن المتوقع أن تصل نسبتهن الى 60 في المائة خلال خمس سنوات. وهو ما يعني ان المزيد من النساء، ولا سيما السود والهسبان، سيصبحن في وضع يسمح لهن بالحصول على مرتبات أفضل ووظائف اكثر من ازواجهن، وهو ما يخلق وضعا مشابها لرواية laquo;كبرياء وتحاملraquo; لجين اوستين.

ولا يزال الأمر حقيقة عالمية، كما كتبت جين اوستين ان الرجل الثري لديه فرص زواج افضل. إلا ان الامر ليس حقيقة مطلقة فيما يتعلق بالمرأة الثرية، لأن الكبرياء يدفع العديد من الرجال على الاصرار ان يصبحوا أرباب البيت. ولكن انصار هذه النظرة التقليدية ينكمشون مع تزايد تقدير الرجال لمرتب الزوجة.

ان قدرة المرأة على الحصول على مرتب، وإن كانت ليست أول ما يبحث عنه الرجل في المرأة التي يسعى لكي تصبح شريكة حياته، تزداد اهمية، كما أوضحت الاحصائيات التي جرت بين طلاب الجامعات في العقود الماضية. ففي عام 1996، ولأول مرة، حدد طلاب الجامعات قدرة المرأة على العمل والحصول على مرتب بأنه أكثر أهمية من مواهبها في الطهي أو رعاية المنزل.

وفي الاستطلاع القومي للأسر الذي تم في أوائل التسعينات، ذكر الرجال غير المتزوجين الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة، انهم على استعداد للزواج من امرأة تكسب أكثر منهم. لم يكونوا مهتمين بالزواج من امرأة تكسب اقل منهم، كما انهم ليسوا على استعداد للزواج من امرأة يحتمل ألا تعمل.

وتتماشى تلك النتائج مع ما شاهدته. فعندما يتزوج الأصدقاء من نساء يحصلن على مرتبات أكبر من مرتباتهم، كانت الشكوى الوحيدة التي سمعتها منهم هي عندما قررت الزوجة البحث عن عمل آخر بمرتب أقل.

وتبين ان النساء اللائي جرى استطلاع آرائهن أقل استعدادا للزواج من مستويات أنى ـ أي الزواج من شخص دخله اقل من دخلهن أو اقل تعليما ـ من الرجال الذين يتزوجون من مستويات أعلى منهم.

وقد تعتقدون أن مواقف النساء تتغير عندما يحصلن على مزيد من الدرجات الجامعية والاستقلال المالي. ان المرأة التي هي مديرة تنفيذية يمكن أن تتمكن من الزواج من موسيقي مكافح. ولكن ذلك لا يعني بالضرورة انها تريد ذلك. فقد أظهرت دراسات أجراها ديفيد بوس من جامعة تكساس، وآخرون ان النساء اللواتي لديهن دخل عال، بغض النظر عن التساهل في معاييرهن، يؤكدن بصورة أكبر على الموارد المالية لرجل.

وما ان يتزوجن فإن هؤلاء النساء ذوات الدخل الأعلى يكن، على ما يبدو، أقل تسامحا مع نواقص أزواجهن. ومن المفهوم أن النساء اللواتي يحصلن على دخل مرتفع لديهن معايير أعلى بشأن شركائهن، طالما أن التفوق في معلوماتهن وتعليمهن ودخلهن يمنحهن ما يسميه بوس laquo;قيمة الشريكraquo;. انهن يعرفن انهن مرغوبات ويردن العثور على شخص يماثلهن في قيمة الشراكة، أي شخص يشبه السيد دارسي بدلا من شخص أبله مثل ذلك الموظف الذي رفضته اليزابيث بينيت (في رواية جين أوستن الموسومة laquo;كبرياء وتحاملraquo;).

ويقول بوس انه laquo;من الطبيعي ان بعض النساء يتزوجن بسبب الحب، ولا يجدن في موارد الرجل أمرا وثيق الصلة بالموضوع.. ويمكن ان يكون مصادفة أن الرجل الذي تقع المرأة في حبه له موارد أكبرraquo;.

وهذا يعني، على العموم، ان النساء المتخرجات من الكليات، والرجال المتخرجين من المدرسة الثانوية، ستكون أمامهم فرصة أصعب في إيجاد الشريك، طالما ان التربويين يواصلون تجاهل الهوة بين الجنسين التي تبدأ قبل الدخول الى الكلية. وظل المدافعون عن النساء يتميزون بفاعلية سياسية الى حد أن المدارس الثانوية والكليات ما تزال تركز على التمييز المفترض ضد النساء: قلة عدد النساء في الدراسات العلمية والفرق الرياضية مقارنة بعدد الرجال. هذا أمر مؤكد. ويمكن للمرء ان يفكر في هذا باعتباره انتصارا لحقوق النساء، ولكن كثيرا من المنتصرات سينتهي بهن المطاف الى الاحتفال وحدهن.

* خدمة laquo;نيويورك تايمزraquo;