السبت: 2006.10.07



رسالة باريسrlm; ـ حازم فودة، الأهرام

الساحة السياسية في فرنسا شهدت مؤخرا تطورات وأحداثrlm;..rlm; تندرج بشكل مباشر أو غير مباشرrlm;..rlm; في إطار حملة انتخابات الرئاسةrlm;..rlm; المقرر اجراؤها في ربيع العام المقبلrlm;.rlm;

في مقدمة هذه الأحداث المباشرةrlm;..rlm; إعلان ليونيل جوسبانrlm;..rlm; رئيس الوزراء الأسبق وأحد الأفيالrlm;..rlm; أو الأوزان الثقيلةrlm;..rlm; في الحزب الاشتراكيrlm;..rlm; وربما أيضا الخصم الأشد ضراوة لسيجولين روايالrlm;..rlm; قراره بالانسحاب من سباق الرئاسةrlm;..rlm; وذلك بعد أن فشل تحركه السياسيrlm;..rlm; ونشاطه الإعلاميrlm;..rlm; علي مدي بضعة أشهر في تعبئة الجهاز حول ترشيحهrlm;..rlm; ولاقي اقناع المناضلين في الحزب الاشتراكي بفائدتهrlm;..rlm; وكما قال هو نفسه فإنه نظرا لعدم قدرته علي تجميع صفوف الحزبrlm;..rlm; فإنه لا يريد تقسيمه ولا يريد تجزئتهrlm;.rlm;

ومن ثم وحرصا أيضا علي تجنب تكرار المهانة التي لحقت به بعد هزيمته في انتخابات الرئاسة في ابريلrlm;2002..rlm; قرر جوسبان التخلي عن فكرة الترشيحrlm;..rlm; خاصة وقد اكتشفrlm;..rlm; وفقا لبعض المراقبينrlm;..rlm; ان الأمور لم تتحرك لصالحه لا في الحزب ولا في اليسارrlm;..rlm; ولا لدي الرأي العام والشارع الفرنسيrlm;..rlm; وأن الفرنسيين ـ علي مايبدو ـ لم يجدوا الرغبة في أن يعيدوا الي قصر الاليزيهrlm;..rlm; الشخص الذي استبعدوه من الجولة الأولي عامrlm;2002.rlm;

حدث مباشر آخرrlm;..rlm; كان طبيعيا ومتوقعا في أي لحظةrlm;..rlm; وهو إعلان سيجولين روايالrlm;..rlm; الوزيرة السابقة في حكومة ليونيل جوسبانrlm;..rlm; وشريكة حياة فرانسوا هولاند سكرتير أول الحزب الاشتراكيrlm;..rlm; والنجمة الساطعة في عالم استطلاعات الرأيrlm;..rlm; إعلانها ترشيح نفسها لخوض الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزب الاشتراكي لاختيار من يستقر عليه الرأي لدخول معركة الانتخابات الرئاسيةrlm;.rlm;

وهو ما أعلنه أيضا دومنيك شتراوس كان وزير المالية الأسبق وأحد أقطاب الحزب الاشتراكي بالنسبة لنفسهrlm;.rlm;

انسحاب جوسبانrlm;..rlm; من وجهة نظر المراقبينrlm;..rlm; يعزز فرص سيجولين روايالrlm;..rlm; ويخلصها من خصم أساسي ولدود لها علي الأقل داخل الحزب الاشتراكيrlm;..rlm; وإن كان لا يخلص الحزب من مخاطر الانقسام والتطاحن التي يمكن أن تقوض فرصه في الفوز ليس فقط في الرئاسياتrlm;..rlm; وإنما أيضا في الانتخابات البرلمانية التي تجري وراءها مباشرةrlm;.rlm;

والواقع أن استطلاعات الرأي تظل تضع سيجولين روايال في مقدمة المرشحين في الحزب وبفارق كبيرrlm;..rlm; وأيضا ترشحها لخوض الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة في مواجهة نيكولا ساركوزي وزير الداخليةrlm;..rlm; ورئيس حزب الاتحاد من أجل حركة شعبيةrlm;.rlm;

سيجولين روايال لديها أوراق مميزةrlm;..rlm; فإلي جانب ليبراليتها ونزعتها المتحررة من قيود الشعارات الاشتراكية حيث تنفتح علي مناقشة وإعادة النظر في عدد من الثوابت التي رسخها الاشتراكيون ومن بينها مسألة تحديد ساعات العمل في الأسبوع بخمسة وثلاثين ساعةrlm;..rlm; فإنها امرأة وجميلة ولم تشغل قط منصبا رئيسيا من المناصب الأولي في الدولةrlm;..rlm; ومن ثم فإنها تمثل التجديد الكامل والشامل الذي ربما يتطلع اليه الشارع الفرنسيrlm;..rlm; هذا الشارع الذي يبدو أنها قد تفهمت توقعاته وتطلعاتهrlm;..rlm; ومن ثم كسبت تعاطفه في استطلاعات الرأيrlm;..rlm;

ورغم أنها لم تحدد برنامجا انتخابيا حتي الآن وكثيرا ماتخرج برد فعل عن مايعلنه ساركوزي من تصريحات أو قراراتrlm;..rlm; إلا أنها حددت ثلاثة موضوعات كبريrlm;:rlm; نظام اقتصادي دولي عادلrlm;,rlm; مساواة في التعليمrlm;,rlm; بيئة ممتازةrlm;..rlm; وهي موضوعات تريد بها الرد علي اللوم الموجه اليها بأنها خرجت عن المشروع الاشتراكيrlm;.rlm;

ولكن تفوق سيجولين روايال في استطلاعات الرأيrlm;..rlm; ربما لا يعني تفوقها في صناديق الاقتراعrlm;..rlm; فرئيس الجمهورية لابد أن يعتمد علي قوي سياسية واجتماعيةrlm;..rlm; علي حزب يقف وراءهrlm;..rlm; وعلي أغلبية برلمانيةrlm;.rlm;

وفي هذا االمجال فإن ساركوزي يتمتع بمميزات أكثر صلابةrlm;..rlm; الخبرةrlm;..rlm; والتحكم في الملفاتrlm;..rlm; وقدرته علي النضال والمناظرةrlm;..rlm;

ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن سيجولين روايال إن كانت قد كسبت معركة أولي بخروج جوسبانrlm;..rlm; إلا أن المعركة التالية ستكون أكثر صعوبة وضراوةrlm;..rlm; وساركوزي لن يهجر الساحةrlm;..rlm; بل إنه سيؤكد علي مطلع مايمكن وصفه بالقطيعة مع العهد القائمrlm;..rlm; وضرورة التجديد في صفوف ومرشح اليمين كما هو حاصل في اليسارrlm;.rlm;

تطور آخر يلحظه المراقب للأحداث في فرنساrlm;..rlm; وهو وإن لم يندرج بشكل مباشر في إطار المعركة الانتخابيةrlm;..rlm; إلا أنه يمكن أن يرتبط بها بشكل غير مباشرrlm;..rlm; فشيراك اليوم غير شيراك قبل عامrlm;..rlm; شيراك قبل عام كان في أدني مستوي له في استطلاعات الرأيrlm;..rlm; والوعكة الصحية التي ألمت به ومنعته عن الذهاب الي الأمم المتحدة وأحداث الاستفتاء علي الدستور الأوروبي قبلهاrlm;..rlm; إلا انه مؤخرا بدا مناضلا قويا في أفضل ظروفه الصحيةrlm;..rlm; وفي أحاديثه الصحفية التي أدلي بها قبل سفره الي الأمم المتحدة وقبل لقائه مع بوشrlm;.rlm; حرص علي أن يؤكد وضعه كرئيس يدير شئون الدولة والعمل الحكوميrlm;..rlm; وكفاعل حاسم للعامrlm;2007rlm; وبدا شيراك حازما عنيداrlm;,rlm; وشرسا في تفنيده للمواقف الأخيرة التي اتخذها ساركوزي سواء فيما يتعلق بالشئون الداخليةrlm;(rlm; الكارت المدرسي ونظم المعاشات الخاصة والترشيح لانتخابات الرئاسةrlm;)rlm; أو بالعلاقات الفرنسية ـ الأمريكيةrlm;..rlm; التي هي علاقات ثقة ولن تكون أبدا علاقات خضوع وتبعيةrlm;.rlm;

هذه الظروف وهذه المواقف أثارت مجددا تساؤلات المراقبين عما إذا كان شيراك يعتزم ترشيح نفسه لفترة جديدة أم لاrlm;..rlm; الأمر الذي رفض شيراك مرة أخري أن يحسمهrlm;..rlm; وتركه مفتوحا حتي أوائل العام المقبلrlm;.rlm;

من ناحيةrlm;,rlm; أخري نجد أن رئيس الحكومة دومنيك دوفيلبان الذي يصر ويكرر أنه ليست لديه طموحات رئاسيةrlm;..rlm; يتخذ مواقف متباينة إن لم تكن مضادة لتلك التي يتخذها ويعلنها ساركوزيrlm;..rlm; الكارت المدرسيrlm;,rlm; الخدمة المدنية الاجباريةrlm;,rlm; تهاون القضاة مع الصبية المتشردينrlm;..rlm; والغاء ضريبة التركات التي لا تتماشي مع العدالة الاجتماعيةrlm;..rlm;

وقد خرج دوفيلبان هذه المرة في حديث اذاعي يرد علي تصريحات أدلي بها نيكولا ساركوزي في أثناء زيارته للولايات المتحدةrlm;..rlm; يصف فيها سلوك دوفيلبان في أثناء حرب العراق عامrlm;2003rlm; بأنه متعجرفrlm;.rlm; فرد دوفيلبان بأن علي المرء أن يعرف ويتذكر المخاطر المطروحةrlm;:rlm; الإرهاب وأمن العالم وتجنب صدام الحضاراتrlm;..rlm; إنها مخاطر ضخمةrlm;.rlm;

كما أعرب دوفيلبان عن شكوكه في امكانية ان يجمع ساركوزي بين منصبه كوزير للداخلية وبين وضعه كمرشح للرئاسةrlm;,rlm; لما في ذلك من مخاطر الخلط في تمويل الحملة الانتخابيةrlm;..rlm; هذا في الوقت الذي لا يستبعد فيه ساركوزي احتمال أن يظل في الحكومة الي النهايةrlm;.rlm;

دوفيلبان بدا أيضا في وضع أكثر قوةrlm;..rlm; مع وجود نتائج ايجابية لأداء حكومته وخاصة في انخفاض نسبة البطالة وغير ذلكrlm;..rlm; ومع ارتفاع شعبيته هو أيضا في استطلاعات الرأيrlm;.rlm;

وإن كان حتي الآن لا هو ولا الرئيس شيراك يصلان الي شعبية ساركوزيrlm;..rlm; غير أن الرجلين في وضع أفضل كثيرا مما كان عليه ومازالت تفصلنا عن معركة الرئاسة شهور طويلةrlm;..rlm; ولا يعرف أحد ما يمكن أن تأتي به الأيامrlm;.